للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مراكب من الهند فظفر بهم الفرنج فقتلوا من فيها من آخرهم وملكوا مراكبهم ومن فيها، والله أعلم بما يكون. ثم جاء الخبر من زيلع بورقة لولد الفاضل وكان بجدة ثم سافر لعدن ووجد بجدة وكيلهم فأعطى الورقة، وفيها على ما أخبرني به بدر الدين حسن بن الشيخ أبي كثير أنه وصلنا شخص وسماه، جاء من عند (١) إلى بعض بنادر اليمن وجاء إليها وأخبر أن الفرنج جاء إلى عدن صبح يوم الجمعة سابع عشر محرم فغلقت الأبواب وأرسلوا أناس في سنبوق إلى الساحل وقالوا نصلب ابن عزورا نكلمه فما رضى فارسلوا لهم اثنين عبد الموسى أو غيره وآخر فطلعوا لهم فقالوا لهما نطلب من أميركم تسعة لكوك ذهب ونبني عندكم حصنا وفي الباب حصنين، وتعطونا كل سنة شيئا ونروح عنكم، فقالوا نرسل للأمير حتى يجيئنا الجواب ونزلا عنهما، فلما كان في وسط النهار نصبوا سلالم معهم في السور ودخلوا البلاد فاجتمع عليهم أهل البلاد فقاتلوهم وقتلوا منهم نحو خمسة عشر واحدا ومن المسلمين نحو سبعة، ثم رجعوا الفرنج إلى السور ورموا بأنفسهم إلى خارجه، ثم أخذوا الخشب الذي هناك وتنحوا عن البلاد، والله أعلم بما يكون (٢).


= الحجري: مجموع بلدان اليمن وقبائلها ٤/ ٧٧٣. صلاح البكري: تاريخ حضرموت السياسي، ص ١٤٨. كحالة: معجم قبائل العرب ٣/ ١٢٥٩.
(١) هكذا في الأصول، وهناك سقط واضح في الكلام.
(٢) يشير المصنف إلى إحدى هجمات البرتغاليين على السواحل والمواني العربية والتي تكررت كثيرا فلقد بلغ الأمر بالبرتغاليين درجة الاستهانة بالدولة المملوكية عند ما أصروا على الإستيلاء على عدن لتكون ملجأ لسفنهم لأهمية هذا الميناء وكونه متحكما في مدخل البحر الأحمر الجنوبي، والمصنف يشر إلى حادثة وقصة في هذا العام في أوائل سنة ٩١٩ هـ عندما قدمت إلى عدن ثمانية عشر مركبا نصرانيا "على حد تعبير المؤرخين" فاستنجد أهل عدن بالسلطان عامر بن عبد الوهاب الذي أمدهم بالقوات اللازمة، وأمرهم بتحصين الميناء وتعلية السور وتقويته، ولما وصل الفرنج إلى ميناء عدن أخرجوه ونزلوا إلى البر، وتسللوا الأسوار بسلالم كانت معهم -