للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبدل العبيد بجوار وخلع كل منهما على قصاده، وأهدى لهما القاضي الشافعي والسيد الشريف والتجار، وأشيع أن الشريف أعطى ابن السلطان أثنى عشر ألفا، وخوند ثمانية، وكاتب السر أربعة، وأمير الحاج مثلها، وبقية الأمراء وغيرهم بقية ثلاثين ألفا. والله أعلم بصحة ذلك.

وكان السيد الشريف استعان بنائب جدة الأمير حسين في أقتراض مال من التجار، فطلبهم إليه وأخذ منهم مالا لا أعلم كميته (١).

وفي ليلة الأحد خامس الشهر وصل أمير [الحاج] (٢) الشامي أنس باي (٣) أمير ميسرة وطاف وسعى وعاد إلى الزاهر، وخرج في صبيحتها إلى لقائه السيد الشريف وولده وعسكره فألبسهما خلعتين وفارقاه من المعلاة. وكانت الوقفة بالخميس.

وفي هذا اليوم بعرفة ولدت فاطمة بنت الخواجا محمد بن أبي بكر الشلح، أمها طاب الزمان الحبشية.

وفي يوم الأحد ثاني عشر الشهر سافر الركب الأول (٤)، وفي ثانيه يوم الاثنين سافر المحامليون ومعهم خوند وابن السلطان، وسافر مع الركب أبو البقا بن عبد الله بن


(١) انظر هذا الخبر في غاية المرام ٣/ ٣٠٠ - ٣٠١.
(٢) ما بين حاصرتين زيادة من النسخة (ب) لسياق المعنى.
(٣) هكذا في الأصول، وفي "حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران" لابن الحمصي ٢/ ٢٦٤.
"أصباي"، وكان تاريخ خروج الحاج الشامي من دمشق تاسع عشر شوال من هذا العام ٩٢٠ هـ وقد خرج فيه من الأعيان القاضي نجم الدين الخيضري وولده القاضي قطب الدين أبو اليمن الشافعي، وقاضي المحمل القاضي شمس الدين محمد ابن قاضي المدينة، وطلع من الشام للحج خلائق لا تعد ولا تحصى.
(٤) وتاريخ عودة الركبان إلى بركة الحاج في ٢١ المحرم عام ٩٢١ هـ وصحبته زوجة السلطان وولده وكاتب سره، فخرج الأمراء للقائهم ودخلوا القاهرة في حفاوة وحسن استقبال، وقد -