ذلك بسبب أنه كان أخذ له ولحاجة جمل محمل، وسمعنا أن بعض الشرفا وجد المحمل بلا جمل فأخبر به الشريف فقال له أحفظه فإنه إذا أعطوه طالبوا بجمله وما يعرف من أخذه، ويقال: أنه أخذ له في تلك الليلة جمل بحمله.
وفي يوم الأحد سادس عشري الشهر ماتت أم كمالية بنت ولدي محمد جار الله، وصلى عليها بعد العصر عند باب الكعبة الشافعي الصلاح بن ظهيرة، ودفنت بالمعلاة عند سلفها إلى جانب جدتها لأبيها كمالية بنت أبي بكر بن فهد، وكان به قبر لطيف وتحته قبر كذلك فخلطا واحدا، عوض الله والديها خيرا وجبرهما بولد ذكر، وكان الجمع في جنازتها حافلا.
وفي يوم الاثنين سابع عشري الشهر سافر نائب جدة الأمير حسين إلى جدة وركب من منزله الباسطية في محفة إلى أن وصل بيت القاضي الحنبلي فنزل منها وركب على فرس أو بغل، فركب معهما الأميران الباش والمحتسب إلى خارج البلد فألبسهما خلعتين وعادا [بهما](١) إلى مكة.
وفي ثاني تاريخه سكر مملوك من المماليك الذين كانوا بجدة تحت نظر الأمير حسين فأخبر الباش بهما فأرسل لهما وأحضرهما ومعهما الجرة التي فيها الخمر فتذلل أحد المملوكين للأمير فأطلقه وبقي الآخر يضارب ويخاصم فأمر به فحبس وعزر وجعلت الجرة في رقبته فكسرها، فركب الأمير الباش وصهره المحتسب وطيف به إلى أن وصل إلى باب الصفا فلاقاهما بعض الأتراك فكشفوا رؤوسهم وقبلوا ركبة الباش والمحتسب فأطلق الثاني، وسر الناس بفعلهما وردعهما والله يؤيدهم. ونادى قبل ذلك المحتسب للسوقة أن لا يردوا من المحلقة إلا النحاس البين، فما سمع بعضهم ذلك فحمل عليه فخرق أخشامهم وعزرهم، وأمر صبيانه أن لا يأخذوا من أحد أكثر من
(١) وردت الكلمة في الأصل "بها" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.