للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الاثنين [ثامن] (١) عشر الشهر وصل من عند الشريف عبد للشريف عرار، وأخبر أن الشريف وصل إلى ينبع يوم الثلاثاء [تاسع] (٢) عشر الشهر، وأنه توجه يوم الجمعة للمدينة الشريفة. وأشيع أن السلطان أنعم على الشريف بركات بمكة وجدة والينبع والباشية والحسبة بمكة وجدة تكون تحت نظره بالأمانة، ويقال بمبلغ مائة ألف أو مائة وخمسين ألف (٣)، والله أعلم.

وأشيع بمكة من أيام أن الأمير حسين نائب جدة أشحن جلابا بجميع حوائجه، بل ويقال: لخيله وأن نيته السفر، ولا يعلم إلى أين فسمع الأميران الباش والمحتسب بذلك فتوجه إليه المحتسب ومعه الخاسكي برد بك عجوز بعد عشاء ليلة الاثنين المذكور، ويقال أنه وصل لجدة لقي بها دويدار الأمير حسين فارس ومعه أوراق إلى السيد أبي نمي والقضاة والأميران، وفيها النفي على نفسه بما أشيع عنه من جهة السفر، والتشكي من الجمال محمد بن راجح [كبير] (٤) المباشرين بجدة أحد المقدمين عند السيد بركات لكونه ذكر أنه أخذ له جمالا عند خروجه من جدة، وضرب بعض خدمه الذين كانوا معهم، وطلب كتابة محضر بذلك فأرسل المحتسب الأوراق لمكة وأعاد معه دويدار الأمير حسين. وفي ليلة الثلاثاء ثانيه وصل محمد بن راجح إلى مكة من صوب الوادي فإنه أنذر في الطريق أن طلب الأمير حسين خلفه، ويقال: عنه أن الأمير حسين


(١) ما بين حاصرتين إضافة من غاية المرام ٣/ ٣١٩، لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "ثاني" وما أثبتناه هو الصواب.
(٣) يبدو من هذا الحدث أن السلطان كان يقطع شريف مكة على سبيل الإنعام أو بالرشوة كثيرا من الصلاحيات، ونجد هنا أن السلطان الغوري ينعم على الشريف بركات بالإشراف على جدة وينبع والحسبة، والقيام بأعمال باش مكة بالإضافة إلى الشرافة على مكة. ونحن نتعجب كيف لشريف مكة أن يقوم بواجباته الإدارية تجاه هذه الوظائف كلها خير قيام!!.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "كثير" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.