للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالقوز والعطاريين والمسعى والبيوت وظهر على الناس غاية السرور، وبقي ببيته بقية ليلته، وفي الصباح برز إلى الزاهر ثم تبعه ولده بالعسكر والأمراء والقضاة وخلع على الثلاثة الأمراء والقاضي الشافعي والقاضي زين الدين المحتسب والقاضي الحنبلي لابس خلعه وعليه طرحه لكونه تولي قضاء الحنابلة بالمدينة الشريفة، والشريف وأولاده لابسين خلعهم ودخلوا مكة جميعا ومعهم العسكر، والترك، وعرب الحجاز وغيرهم من عريب الدار، وأهل جدة، والبحارة والحبوش، وخرج الناس إلى المعلاة وإلى الطرقات ولم نر مثل هذا اليوم في عرضة قط. ولما وصلوا لباب السلام دخلوا منه جميعا إلى المسجد وجلسوا بالحطيم وقرئ ثمانية مراسيم، إثنان للشريف، وثلاثة للثلاثة الأمراء (١)، وواحد للقاضي الشافعي وواحد للقاضي الحنبلي، وواحد للجمال محمد بن راجح وألبس خلعة عظيمة بالحطيم، وفي مرسوم كل منهم الأخبار بما حصل للشريف من التعظيم والإكرام من المقام الشريف مجملا. وفي مرسوم الشريف مجملا مفصلا (٢)، وفارق الأمير حسين المجلس في أثنائه، وقالوا: من بطنه، وأنه في الطريق بين الحجونين نزل وقضا حاجة، وانتظر حتى فرغ وركب بعد الفراغ من المراسيم توجه الجميع مع السيد الشريف إلى باب أم هاني فركب إلى بيته، وفارقه الجميع وعاد الفقهاء مع قاضي القضاة الشافعي إلى الزيادة وجلس هناك، وعمل الأمير حسين ضيافة عظيمة للسيد الشريف رميح، وطبخ ذلك في داره فحضر السماط القضاة والفقهاء والأمراء


(١) والثلاثة الأمراء هم: نائب جدة الحسامي حسين الكردي، وباش المماليك بمكة، والمحتسب بها، والقاضي زين الدين المحتسب الناظر بجدة. انظر: غاية المرام ٣/ ٣٢٣.
(٢) هكذا في الأصول، لم يذكر مرسوم السلطان للشريف. كذلك في غاية المرام لم يذكره، مع أن العز أشار في غاية المرام ٣/ ٣٢٥ أنه سوف يذكره برمته. ولكن كتاب غاية المرام قد وقف عند أخبار يوم الأحد تاسع رجب من هذا العام (٩٢١ هـ) بعد عودة الشريف من مصر إلى الحجاز، ولم يرد فيها ذكر مرسوم السلطان الذي أفاد المصنف أنه سيذكره برمته.