للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما اتفق بالمدينة أن الخواجا شمس الدين ابن الزمن كان وصل المدينة الشريفة لأجل العمارة، فاشترى دور العشرة (١) بل وما حواليها، بين المنارتين القبليتين (٢)، وزعم أنه يبنيها مدرسة للسلطان، ويجعل شبابيك عالية مقابلة وجه النبي [وهو] (٣) قائم في ذلك، والله يقدر ما فيه الخير (٤).

وفي ليلة الأحد حادي عشر الشهر توجه القاضي الشافعي برهان الدين بن ظهيرة وابنه القاضي جمال الدين أبو السعود وبعض أصحابهما معهما إلى وادي مر.

والشريف كان وصل قبل ذلك إلى الوادي من عند أهله. ويقال: إنه أرسل [إليهم و] (٥) أكد عليهم في الوصول، وصادفوا مجيء القاصد من/مصر، ووصلت أخباره وأوراق معه - للخواجا قاوان - إلى مكة في ليلة الثلاثاء ثالث عشر الشهر، وما استفدنا من الأخبار شيئا، إلا أن السلطان ولى الشيخ صلاح الدين (٦) الحنفي تلميذ


(١) لم يعثر لها فيما رجع إليه من مصادر ومراجع ما يدل عليها. وقد تكون دورا تعرف بهذا الاسم نسبة إلى العشرة المبشرين بالجنة، أو غيره.
(٢) وقد أضاف السلطان قايتباي حوالي ١٢٠ م ٢ إلى مساحة المسجد النبوي الشريف في هذه العمارة لتصبح المساحة الكلية ٩٤٢٩ م ٢. الوكيل: المسجد النبوي عبر التاريخ، ص ١٥٢.
(٣) ما بين حاصرتين إضافة يستقيم بها سياق المعنى.
(٤) ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٩٦ وفيه" أنه في شعبان سنة ٨٨٧ هـ جاءت الأخبار من المدينة المشرفة بأن السلطان أنشأ هناك مدرسة وجعل لها شبابيك مطلة على الحرم النبوي، فقامت على السلطان الأشلة بسبب ذلك، وأفتى بعض العلماء بأن ذلك لا يجوز فإن حرمة النبي وهو ميت كحرمته وهو حي. وقد أجاز ذلك بعض علماء الجاه ".
(٥) ساقطة في الأصل والمثبت ما بين حاصرتين من (ب).
(٦) هو: صلاح الدين الحنفي الطرابلسي ولاه الأشرف قايتباي مشيخة المدرسة الأشرفية عوضا عن البرهان الكركي في ربيع الأول سنة ٨٨٧ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ١/ ٦٣، ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٩٣. -