للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ أمين الدين مشيخة الأشرفية عن الشيخ برهان الدين إبراهيم (١) الكركي فانه له مدة مختف (٢) من السلطان. وسمعنا أيضا أن السلطان أخذ من رمضان المهتار (٣) ستين ألف دينار، وصورة أخذه لذلك، أنه سأله وقال له: يا مهتار كم معك؟ عشرة آلاف دينار؟ فقال له: أكثر. فقال له: خمسة عشر ألف دينار؟ فقال: أكثر. فبقى يستدرجه إلى أن بلغ ستين ألف فقال: نعم. فقال: فرجنا عليها. فطلع بها (٤). فقال له:


= المدرسة الأشرفية: وهي مدرسة الملك الأشرف برسباي ثامن ملوك الجراكسة (ت ٨٤١) وقد بناها أثناء توليه السلطنة في الفترة من ٨٢٥ - ٨٤١ هـ وكان بدء العمل بها سنة ٨٢٦ هـ وكانت عند سوق العنبريين. وقرر بها شيخا لتدريس المذهب الحنفي وغيره مما تحتاج إليه ثم زيد في عدد التخصصات بها حتى شملت تدريس بقية المذاهب الأربعة. المقريزي: السلوك ٧/ ٧٩، ٢١٠، ابن إياس: بدائع الزهور ٢/ ٨١، ٨٦.
(١) هو: إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل البرهان أبو الوفاء وأبو الفضل ابن الزين المقرى أبي هريرة بن الشمس بن المجد الكركي الأصل القاهري المولد والدار الحنفي إمام السلطان، ولد سنة ٨٣٥ هـ بالقاهرة ونشأ وتتلمذ على جماعة من العلماء في عصره وأجاز له جماعة. السخاوي: الضوء اللامع ١/ ٥٩.
(٢) السخاوي: الضوء اللامع ١/ ٦٣، وفيه" تفصيل ذلك "، ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٩٣ وفيه أنه اختفى" لما تغير عليه خاطر السلطان ".
(٣) والمهتار: لقب من ألقاب أرباب الوظائف من طائفة أرباب الخدم، أطلق في دولة المماليك على كبير كل طائفة من غلمان البيوت السلطانية لمهتار الشراب خاناه، ومهتار الركاب خاناه، وهذا اللقب مشتق من اللغة الفارسية، أصل" مهتر ". ويتألف هذا اللفظ من كلمتين:" مه " بكسر الميم ومعناه الكبير،" وتار "بمعنى أفضل التفضيل، فيكون المعنى الكلى" الأكبر ". القلقشندي، صبح الأعشى ٥/ ٤٤١، الباشا: الفنون الإسلامية ٣/ ١١٤٥ - ١١٥٢. ورمضان المهتار أو مهتار رمضان هو: رمضان المنفلوطي ثم القاهري المهتار، عامي ولد ببني غالب قرية من عمل منفلوط، ورقاه استاذه وصار يتكلم في الكسوة وغيرها. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٢٢٩ ترجمة رقم ٨٦٣.
(٤) كان السلطان المصري يسكن بدار حكمه بقلعة الجبل. وهذه القلعة ذات سور وأبراج، -