للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الخميس [خامس عشر الشهر] (١)، ماتت سعاد مستولدة الجمال محمد (٢) بن عمر الرضى وأم ولده عمر، وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة بتربة بيت الفاسي عند والد سيدها.

في ليلة الأحد ثامن عشر الشهر وصل قاضي القضاة الشافعي إلى مكة المشرفة من أرض خالد من وادي مر. وقسّم في يوم [وصوله] (٣) صدقة السلطان غياث الدين الخلجي (٤) وعم بها حتى الربط، والبوابين، وغيرهم، كل واحد على حسبه (٥)، والناس فيها مراتب مخصوصة، منهم: هو، وولده، وأخوه - للسقاية -، ولأبي الفتح بن الضياء


(١) وردت في الأصول "خامس الشهر" من حيث إنه لا يوافق ذلك يوم الخميس في الشهر المذكور، والمثبت ما بين حاصرتين هو الصواب حسب دخول الشهر وما جاء بعده.
(٢) هو: محمد بن عمر الرضي أبي بكر بن محمد بن عبد اللطيف بن سالم الجمال أبي الفتح المكي سبط التقى ابن فهد ويعرف بابن الرضي وكتب عدة من التصانيف للسخاوي صاحب الضوء وسمع منه. ولد في شهر رجب سنة ٨٥٩ هـ وزار المدينة ومات في التاسع والعشرين من شهر شوال سنة ٩١٩ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٨/ ٢٤١، ترجمة رقم ٦٤٧.
(٣) وردت في الأصول "وصل له" والمثبت يستقيم به سياق المعنى.
(٤) هو: غياث الدين بن محمود بن مغيث الخلجي، وقيل الخليجي، صاحب مندوة من بلاد الهند. والده صاحب المدرسة التي عند باب أم هانئ من المسجد الحرام وله أيضا جشيشة عظيمة بمكة. السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٤٨ ضمن ترجمة والده رقم ٥٩٠، النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٥٣٧، ٥٩١.
مندوة (بندوه): مدينة أثرية عظيمة من مدن البنغال. اتخذها المسلمون عاصمة لهم بعد أن هجروا عاصمتهم الأولى "غور" وتعرف هذه المدينة بفيروزآباد عند المؤرخين المسلمين واليوم تقع في مقاطعة مالدهه بالبنغال الغربية من الهند. صديق: النقوش الكتابية العربية على العمائر الإسلامية في البنغال، ص ٣٤.
(٥) الحسب: حسب الشيء: قدره وعدده. وما يعده المرء من مناقبه أو شرف آبائه، أنيس: المعجم الوسيط، ص ١٩٣.