للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخر يوم الخميس عاشر الشهر وأول ليلة الجمعة مات الشرفي يحيى الريس وصلي عليه صبح يوم الجمعة ودفن من يومه بالمعلاة بتربة بير محمد (١) وله مدة وجعان بجدة، ثم حمل إلى مكة من نحو جمعة وهو ضعيف، وخلفّ بمكة ولدا متضعفا وأظن له غيره بمصر، وكان وصولهما (٢) إلى مكة مع الحجاج سنة سبع وثمانين وثمانمائة.

وفي يوم الجمعة حادي عشر الشهر حصل تنازع بين عرب عدوان (٣) وبين خزاعة (٤) عند السقي من بركة الماجن، فوقع بينهما حرب حصل الغلب على خزاعة لقلتهم ولكثرة أولئك. وحصل لواحد من خزاعة جراحة، حمل منها، ويستبعد حياته.


(١) هو: محمد بن علي بن عمر الكيلاني المعروف بالخواجا بير محمد قدم إلى مكة المشرفة سنة ٨٠٨ هـ وله من العمر ثلاثة عشر سنة فحفظ بها القرآن العظيم وصلى به التراويح بالمسجد الحرام وحفظ كتبا غيره وسمع على جماعة. ودخل القاهرة واليمن مرات فأثرى وابتنى دورا بمكة وكان عارفا بأمور دنياه وحافظا لكتاب الله. توفي في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر محرم الحرام سنة ٨٦٠ هـ بمكة دفن بالمعلاة ولم يخلف ذكرا بل ست بنات. النجم ابن فهد: الدر الكمين ورقة ٣٧، السخاوي: الضوء اللامع ٨/ ٢٠١ ترجمة رقم ٥٢٥.
(٢) وردت في الأصل "وصولها" والتعديل من (ب).
(٣) عدوان: بطن من قيس عيلان، من العدنانية، وهم بنو عدوان واسمه الحارث بن عمرو بن قيس. وقيل إنه سمي بذلك لأنه عدا على أخيه فهم فقتله، وهم بطن متسع وكانت منازلهم بالطائف من أرض نجد. القلقشندي: نهاية الأرب، ص ٣٢١.
(٤) قال الكلبي: وسموا خزاعة لأن بني مازن بن الأزد لما تفرقت الأزد من اليمن في البلاد نزل بنو مازن على ماء بني زبيد ورفع يقال له غسان وأقبل بنو عمر بن لحى فانخزعوا عن قومهم فنزلوا مكة. ثم أقبل بنو سلم ومالك وملكان بن أقصى بن حارثة فانخزعوا عن قومهم أيضا فسمي الجميع خزاعة. وخزاعة: قبيلة عريقة شغلت حيزا من تاريخ الحجاز، وملأت كثيرا مما حول مكة. ووليت البيت الحرام زمنا. وقد اختلف في نسبها فمنهم من قال: إنهم من عدنان. وقيل من ولد الصلت بن النضر بن كنانة، وقيل إنهم من قحطان. وقيل إن عمرو بن لحىّ هو -