للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على بركتها رحمها الله رحمة واسعة، كذا أخبرت عن ورقة وصلت من المدينة من قاضي القضاة محي الدين الحنبلي.

وفي أول يوم الثلاثاء عاشر الشهر ولد ابن قاضي القضاة نجم الدين بن يعقوب المالكي أمه ست الكل بنت القاضي جمال الدين محمد بن نجم الدين بن ظهيرة.

وفي عصر يوم الثلاثاء كان ابتداء الربعة الشريفة بالمسجد الحرام لأم هانئ المذكورة وحضر فيها خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى، منهم القضاة الأربعة وباش المماليك وجميع الفقهاء والأعيان والتجار وغيرهم، واستمر ذلك صباحا ومساء إلى ظهر الجمعة، فكان الختم بعد أن نودي عليها فوق قبة زمزم وصلى عليها إمام [و] (١) خطيب المسجد الحرام محب الدين النويري.

وفي يوم الأحد خامس عشر الشهر افتقد القاضي جلال الدين (٢) بن القاضي تقي الدين المصري الشهير بابن سويد من خلوته برباط السلطان الأشرف قايتباي ذهبا عدته سبعة عشر دينارا منها عشرة ذهب وسبعة فضة، واتهم جيرانه وذهب بهم إلى الأمير الباش، منهم فخر الدين أبو بكر القاريء، ثم أطلقهم وخاضوا في عرضه بأشياء


(١) ما بين حاصرتين إضافة يقتضيها سياق المعنى.
(٢) هو: محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسن جلال الدين بن فتح الدين بن وجيه الدين المصري المالكي ويعرف كسلفه بابن سويد، ممن نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وغيره وعرض على جماعة ثم لما مات والده أقبل على اللهو ومزق ميراثه وهو شيء كثير جدا وحدث نفسه بقضاء المالكية ولازال يتمادى إلى أن أملق جدا وفر إلى الصعيد ثم إلى مكة فدام بها ملازما طريقته ولازم صاحب الضوء اللامع في قراءة كتب كثيرة في مكة والمدينة الشريفة ثم توجه إلى اليمن ودخل زيلع ثم توجه إلى كنباية وأقبل عليه صاحبها وختم كتبا عنده. السخاوي: الضوء اللامع ٩/ ٩٠ ترجمة رقم ٢٥٣.