للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبيحة، وذكروا أنه استصبى عبدا عتيقا، وأنه كان نائم عنده في هذه اليلة بالخلوة، وأنه يدخل بالمرد عنده، ثم قيل (١) أيضا منهم، ومن جماعة غيرهم من أهل الرباط.

ثم في يوم الثلاثاء سابع عشر الشهر حمل على أن يشتكيهم إلى الباش فذهب إليه وأرسل إلى جماعة منهم ومن غيرهم ممن لم يتهم، وهو الشيخ موسى (٢) الظاهري (٣)، لكن لأجل ابنه فإنه ممن اتهم، فحضروا إلى الأمير ومن جملتهم صبي له غير العبد، وكان يذكر أنه ينام طول الليل على باب الخلوة، فهوم (٤) عليه. فذكر أن الآخذ لها محمد ابن الشيخ موسى الظاهر، فإنه لم [ير] (٥) أحد شيئا إلا أنه قال له: أعطني حصتي منها في الصباح فقال له: بسم الله أعطيك، فأمر الأمير بالشهود فحضروا، فأرادوا الإشهاد عليه. فقال: ما قلت ذلك إلا خوفا، وعلّمت أنني أذكر ابن موسى، فضرب ولم يقر بشيء فأودع السجن، وحلّف الذين جيء بهم عند الحجر الأسود ومنهم القارئ (٦).

وقال الشيخ موسى: وأنا أحلف. فقال له ابن سويد: أنا لا أتهمك. فقال: أحلف تطييبا لخاطرك فحلف، ثم بعد ظهر تاريخه أرسل ابن سويد صبيه إلى الخلوة الثانية بحاجة، فعاد


(١) وردت في الأصل "خيل" والتعديل هو الصواب من (ب).
(٢) هو: موسى بن عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن قريش الشرف الظاهري ثم القاهري الأزهري الشافعي نزيل مكة وفقيه الأيتام بمكتب السلطان بها، ولد سنة ٨٣٣ هـ بظاهرية العباسة من الشرقية ونشأ بها وقرأ القرآن ثم تحول إلى الأزهر وبدأ يأخذ العلم عن بعض العلماء وحج مرارا ثم انقطع بمكة من سنة ٨٧٣ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٨٣ - ١٨٤ ترجمة رقم ٧٧٧.
(٣) وردت في الأصل "الطاهري" والتعديل من (ب) ومن ترجمته السابقة.
(٤) هوّم: نام نوما خفيفا. أنيس: المعجم الوسيط، ص ١٠٤٢.
(٥) وردت في الأصول "يرى".
(٦) وردت في الأصول "القاوي" والتعديل من ذكره السابق قبل قليل.