للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعاد راجعا إلى أنه يعود إلى الناس (١) هو وبدر الدين بن نقيشة الوكيل الشرعي، فحصل له بطش (٢) من الناس، ثم في رجوعه (٣) جاء جماعة من عبيد الشريف منهم بدر هجين ومسعود بن قنيد وجماعة فيهم أبو القاسم ومحمد بن بنت مليح ومسكوه وردوه، وقالوا له: ما يصيبك شيء، ثم حصل له بطش شديد فيما يقال، وفي عبيده وفي أخته فاطمة من ابن نقيشة، وفي ابن عمه أبي القاسم بن محب الدين بن عز الدين وولده وأبي البركات بن (٤) عبد القادر النويري وبعض جماعة مصريين لما أرادوا الذب (٥) عنه، وأخذ العلمان وقطع طيلسانه بالجنبية (٦)، وتم عليه [أهانة] (١) شنيعة، نسأل


(١) وردت في الأصل "الناش" والتعديل عن (ب).
(٢) وردت في الأصل "بطس" والتعديل عن (ب).
(٣) العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٥٠. وفيه "وكان رجوعه إلى وسط المسجد الحرام".
(٤) وردت في الأصل "من" والتعديل عن (ب).
(٥) وردت في الأصل "الذت" والتعديل عن (ب).
(٦) ابن جبير: الرحلة، ص ٦٤، ٦٣، ابن بطوطة: تحفة النظار، ص ١٧٧ - ١٧٨. وفيهما صفة دخول الإمام وخروجه، وهي كما يلي: "يقبل الخطيب داخلا على باب النبي، وهو يقابل المقام في البلاط الآخذ من الشرق إلى الشمال لابسا ثوب سواد مرسوما بذهب (وقد نهى عن لبس الذهب) ومتعمما بعمامة سوداء مرسومة أيضا وعليه طيلسانة شرب دقيق، كلّ ذلك من كسا الخليفة التي يرسلها إلى خطباء بلاده يرفل فيها وعليه السكينة والوقار، يتمادى رويدا بين رايتين سوداوين يمسكهما رجلان من قومه المؤذنين، وبين يديه ساعيا أحد القومة، وفي يده عود مخروط أحمر قد ربط في رأسه مرس من الأديم المفتول رقيق طويل في طرفه عذبة صغيرة ينفضها بيده في الهواء نفضا فتأتي بصوت عال يسمع من داخل الحرم وخارجه كأنه إيذان بوصول الخطيب، ولا يزال في نفضها إلى أن يقرب من المنبر ويسمونها الفرقعة. فإذا قرب من المنبر عرج إلى الحجر الأسود فقبله ودعا عنده ثم سعى إلى المنبر والمؤذن الزمزميّ، رئيس المؤذنين بالحرم الشريف، ساع أمامه لابسا ثياب السواد أيضا وعلى عاتقه السيف يمسكه بيده دون تقلد له فعند صعوده في أول درجة قلده -