للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الأحد، ثاني عشر الشهر، كانت زفة المولد، وعقد المحيوي عبد القادر بن الشيخ نجم الدين بن القاضي نجم الدين بن ظهيرة القرشي، على السيدة سعادة ابنة [شيخ] (١) الإسلام قاضي القضاة الشافعي، وناظر المسجد الحرام الجمالي أبي السعود بن ظهيرة، وكان العاقد، وحضر السيد الشريف صاحب مكة المشرفة جمال الدين محمد ابن بركات، وولده السيد زين الدين بركات وغيره من إخوانه، وحضر أيضا القضاة، والباش، والمحتسب سنقر الجمالي وجميع الأتراك والفقهاء، والغرباء، والتجار، وجميع الناس، وكانت ليلة مشهورة، وذلك بالمسجد الحرام وأنشد الريس قصيدة لنفسه/ذكر فيها الشافعي والزوج وإياه والزواج والسيد الشريف.

وفي أثناء الليل، توجه السيد جمال الدين، وولده وغيره، إلى بيت قاضي القضاة، وأحضروا المغاني ولعبوا غالب الليل، وحصل لهم مالا [ذهبا] (٢) [كثيرا] (٣)، ثم صار في كل ليلة، يأتي المطربون من جهة المعلاة إلى بيت القاضي الكبير بمفرعات ومشاعل وغير ذلك، و [الجميع] (٤) يلعبون غالب الليل.

وفي ليلة الثلاثاء، رابع عشر الشهر، كان عقد الجمالي محمد بن قاضي جدة محب الدين (٥) بن عبد الحي بن ظهيرة على بنت عمه منصورة بنت الزيني عطية بن


(١) وردت في الأصل "الشيخ" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصل "ذهب" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصل "كثير" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٤) وردت في الأصول "وجمع" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٥) هو: محمد بن القاضي المحب أحمد بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة المكي ولد في إحدى الجماديين سنة ٨٦٩ هـ بمكة، ونشأ في كنف أبويه، وأمه كمالية ابنة عبد الرحمن، وهي بنت عم أبيه، فحفظ القرآن، وهو ذكي متأدب لطيف في أقرانه. السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ٣١٦.