للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا النفط، ثم كان الشراع في ليلة الإثنين، وعموا الناس بالدعوة من القضاة، والفقهاء، والتجار، فحضر إليهم غالب جماعتهم، وبعض ناس قليلون جدا من الفقهاء، وأرسل القاضي الشافعي بلصقه وهي خمسة عشر، والقاضي الحنبلي باثني عشر، ووضع الحاضرون كل أحد على حسبه، وأرسل الطاهر (١) وولده وابن السقطي، وهبة الله لصقهم، وكذا العفيف بن أبي الفضل (٢)، وكان جميع اللصق نحو المائة والسبعين دينارا، غير ما يقال: إنه رد، وهو خمسة وعشرون من بعض التجار الأعاجم، وفي صباحية الشراع كان السماط، وكان فيه المأمونية والرز الحلو والمبشور (٣) والدجاج، ثم في يوم الجمعة، حادي عشري الشهر، كان سماط الحلوى.

وفي يوم الجمعة، رابع عشر الشهر، وصل الشريف عنقا بن وبير النموي، قاصد صاحب مكة إليها من غير سبق، مخبر بوصوله مع جلوسه بينبع يومين أو ثلاثة،


(١) علي بن حسن بن محمد بن قاسم بن على بن احمد نور الدين بن الخواجا بدر الدين الطاهر، ولد في سنة ٨٣٨ هـ أو في التي قبلها، ونشأ فقرأ القرآن، وصلي به مرة بعد أخرى. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ٢١٣.
(٢) القاضي عفيف الدين عبد الله بن أبي الفضل بن أبي المكارم بن ظهيرة القرشي. توفي في أوائل شهر رجب سنة ٩٠٦ هـ. بافقيه: تاريخ الشحر وأخبار القرن العاشر، ص ٦٠. العيدروسي: النور السافر، ص ٤٥. عبد الله مرداد: مختصر نشر النور والزهر، ص ٣٣٨.
(٣) المبشور: هو عبارة عن إحضار كمية من اللحم الأحمر الخالص، ويجرد من العظام والعروق والشحوم وخاصة مما يلي سلسلة الظهر وأعالى الفخوذ، وثم يدق بالساطور دقا ناعما، ويخلط به الثوم وشيء من الكمون مع الفلفل الأسود، ثم يخلط الجميع خلطا جيدا ويعجن باليد، ثم يوضع في الأسياخ على شكل كرات صغيرة أصغر من الليمون، ثم توضع الأسياخ على نار هادئة ويشوى، ثم يطبخ أرز أبيض من غير لحم، فيغرف الرز في الصحون، ويزين وجه الأرز بحبات المبشور. محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم ٦/ ٢٧١. محمد عمر رفيع: مكة في القرن الرابع عشر الهجري، ص ٤٩.