للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك، بل واستفتي فيما هو أعلى من ذلك، وضاق الخناق بسائر الخلق، سيما الفقهاء، والطلبة ونحوهم، والفرار الفرار فما بقي متسع ولا قرار (١)، ولكن يقال: إنه قدم صياد يخبرون بإطلاق ماميه (٢)، وإنه وصل غيره من علماء أولئك في الصلح، وكاد الناس للطمأنينة (٣) بذلك، والأمور بيد الله، وكان عند قدوم العسكر حضر إلى بعض الموقعين والتمس (٤) مني ما يكتب في الصلح فكتب كراسة (٥) وأرسلت بها للبدري أبي البقا، والأحوال كلها كاشدة (٦) والمحن متزايدة والله المستعان، انتهي كتاب شيخنا، وفي كتاب صاحبنا الشيخ جمال الدين (٧) الكرماني - عامله الله - بلطفه إليّ أن


(١) إن هذه الضرائب تسببت في حدوث الكرب للرعية، وضيق الصدور، واشتاق الجمهور لسكنى القبور، وداموا في الاستخلاص غير ناظرين ليوم القصاص بالشدة والمهدة، لا باللطف والمودة. ولا شكوى إلا إلى الله. السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ١١٧٨.
(٢) ماميه: الاشرفي قايتباي. عمل في الدوادارية الثانية بعد شادبك ويذكر بحذق وعقل. واصله من مماليك الأمير قاني باي قرا أمير آخور كبير، وكان من امراء الطلبخانات. السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ٢٣٦. ابن اياس: بدائع الزهور ٥/ ٢٨٣.
(٣) لعل الصحيح يطمأنون بذلك، أو وأطمأن الناس بذلك. السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ١١٦٨.
(٤) لذي التمس منه هو شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي. وجيز الكلام ٣/ ١١٦٦.
(٥) الذي كتب كراسة بذلك هو شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي. وجيز الكلام ٣/ ١١٦٦.
(٦) كاشدة: الكاشد: الكثير الكسب الكاد على عياله. الفيروزآبادي: القاموس المحيط ص ٢٨٥. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٧٨٨.
(٧) يوسف بن يحيى بن محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن سعيد الجمال بن التقي بن الشمس الكرماني الأصل القاهري الشافعي ولد في صفر سنة ٨٣١ هـ، ومات أبوه وهو صغير ونشا يتيما فقرأ القرآن. وحج سنة ٨٥٦ هـ وحج أيضا سنة ٨٦٢ هـ وجاور بمكة. السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ٣٣٧.