للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيت النفط وكان حسنا، وكانت شموع الزفة كثيرة، وسمعنا أنه استمد من القاضي الشافعي، فإنه سأله في إعارة شمع من شموع الحرم، فأحتج عليه بأنه هو ووالده لم يفعل ذلك، وأرسل له من عنده مائة شمعة، وزن كل شمعة منّا، فأعاد السؤال معه في شمع المسجد فأعطاه منه أربعين، ثم استزاده، فزاده عشرين، وأمده أيضا بسكر وعسل، وبأربع علب كبار مملوءة معمولا، أو سكر، أو بثوب صوف، ومنديل سكندراني، وبذهب يقال أنه أربعين دينارا مع مبلغ من غيره يقال أن جملة المرسول به أزيد من ثمانين دينارا، ويقال أن الباقي من الطاهر، وأخيه (١) لعل وغيرهما، وأمده المالكي بشيء سهل، ثم عمل السماط يوم السبت، ودعى الناس لذلك، وكان السماط حسنا، والدخول في ليلة الأحد، سابع عشر الشهر، ثم في ليلة الأحد المذكور، شرع في عمل فازة للقاضي [الصلاحي] (٢) الطهير، فحضر والده، والقضاة، والفقهاء، والتجار، والغرباء، وسائر من المغنيين، وكان ذلك بالحارة المشهورة بالزمازمة التي صار كثيرها لوالد المشار إليه، وتمت في هذا اليوم، ولبست ثاني يوم البياض (٣). وفي أول يوم جئ بحضرة الصبغ (٤) بالمغاني، والطبل، والزمر، من مدرسة


(١) علي بن حسن بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد نور الدين بن الخواجا بدر الدين الطاهر، ولد في سنة ٨٣٨ هـ، فنشأ وقرأ القرآن، ومات في صفر في سنة ٨٩٩ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ٢١٣.
(٢) وردت في الأصل "الصالحي" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٣) تلبس العروس البياض عند ما تزف إلى زوجها يوم العرس. محمد عمر رفيع: مكة في القرن الرابع عشر الهجري، ص ٨٨.
(٤) هو يوم وضع الحناء وتزيين العروس وتقوم به امرأة متخصصة تدعى (المقينة) وبعد الانتهاء منه، فإن الحاضرات من النساء يقمن بالغناء. سنوك هور خرونيه: صفحات من تاريخ مكة المكرمة ٢/ ٤٥٢.