للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناظر الخواص، وشق بها السوق الصغير (١) والسويقة، وشق بها الفازة بحضرة الناس، ودخل بها بيت الفرح، وكان جملة ما فيها من الأطباق مائة وشيئا غير عشرة، قفصان (٢) عنب، وحمول حبحب وغير ذلك، الحمل مائة ونحو الثلاثين، وحضر الناس بالفازة ليلا، وحصل بها الانشراح من لعب المطربين، وإنشاد المنشدين وحصل لصق يسير.

وفي ثاني يوم، خرجت المؤذنتان واحدة من جهة العريس، وواحدة من جهة العروس، والصق عليها التجار، وبعض الفقهاء الذهب.

وفي ثاني يوم، أنشد بعض القصائد، وكان من المنشدين النور علي بن ناصر الشاهد، أنشد قصيدة له، وعيب عليه أشياء فيها.

وفي ليلة الثلاثاء، تاسع عشر الشهر، زفة القاضي الصلاحي [وتسمي] (٣) زفة الغمرة، وكانت من مدرسة ناظر الخواص، وشق بها المسعى، وإلى محل الفازة، وأراد المشي القضاة وغيرهم من الرؤساء، فحلف قاضي القضاة الشافعي، على القضاة، وعلى شيخنا شيخ الإسلام الشمس السخاوي، وعلى الشريف إسحاق صهر قاوان، وعلى ابن قاوان، وعلى الخواجا ابن الزمن، ومشى بقية الناس من الفقهاء، والتجار، والأعيان، والغرباء وغيرهم، وكانت زفة يضرب بها المثل، من كثرة الناس،


(١) السوق الصغير: هو سوق للأطعمة بمكة يلي المسجد الحرام من الغرب بين المسفلة والشبيكة وأجياد به ملاحم ومبيع للخضار وجميع ما يحتاج الإنسان. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٢٧. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ٤/ ٢٥٣. هدم في وقتنا الحاضر ودخل في توسعة خادم الحرمين الملك فهد الأخيرة للحرم الشريف.
(٢) القفص: هو عبارة عن أعواد متشابكة من جريد وغيره. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٧٥١.
(٣) وردت في الأصل "ويسمى" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.