للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الشموع الزائدة في الكثرة التي لا تعد ولا تنحصر، وعمل النفط في ثلاثة أماكن عند الميل (١) بباب علي، وعند وكالة (٢) ابن الزمن بالقرب من المروة، [وبالسويقة] (٣)، والصق التجار وبعض الفقهاء الذهب على المغاني مرتين، وما علمت كم الجملة، ووصل الناس في الزفة إلى باب الفازة، فوجدوا القضاة ومن لم يمش، وهم قليل جدا بباب الفازة على دكك، فسلموا على قاضي القضاة الشافعي وانصرفوا.

وفي صبيحتها، كانت نصة العروس على العريس، وحضر والدهما وغيرهما من [أقربائهما] (٤) والصقوا عليها شيئا كثيرا.

وفي ليلة الأربعاء، ويومها/، وكذا الليلة التي تليها ويومها، حضر الناس بالفازة على العادة، وحصل اللصق بالليل، وأنشد بعض القصائد في يوم الخميس، وكان من ذلك قصيدة لأبي كثير (٥) الحضرمي، وهي أحسن ما سمعنا.


(١) الميل: هو سارية خضراء بخضرة صباغية، منها يرمل من المسعى، أي يمشي سريعا، عن يسار الساعي إلى المروة. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٥٣٩. ابن جبير: الرحلة، ص ٨٤.
(٢) الوكالة: لفظ كان متداولا عند أهل مصر في العصرين الأيوبي والمملوكي، ويقصد به الفندق أو الخان المعد كترل للتجار وبضائعهم، قد تشتمل على سوق مسقوفة وهي كالقيسارية أو الخان في بلاد الشام أو السمسرة عند أهل اليمن. مصطفى عبد الكريم الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية ص ٤٤٣.
(٣) وردت في الأصول "السويقية"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) وردت في الأصل "قربا بهما" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٥) عبد الله بن أحمد بن محمد بن عمر عفيف الدين بن الشهاب الحضرمي اليماني الشافعي الاشعري نزيل مكة ويعرف بأبي كثير. له نظم في الشعر ويأتي بالقصائد الحسنة. توفى في ليلة السبت الثالث عشر من ربيع الثاني سنة ٩٢٥ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ١١. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٠٨. العيدروسي: النور السافر، ص ١١٦.