للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبيل (١) عند بيت الفلح بالقرب من السور (٢)، وكان مقررا (٣) بدرس الخلجي وبدرس خايربك (٤) الغرباء الحنفيين، وقرر نصف درس الخلجي باسم


(١) سبيل: سبل الشيء أي جعله مباحا في سبيل الله، والسبيل أصبح مصطلحا للوحدة المعمارية التي تعمل على توفير مياه الشرب للناس، ومهما اختلفت طرز السبيل وأشكاله فإن تكوينه المعماري كان واحدا وهو تكوين يخدم وظيفته، وعلى الأرجح أن السبيل كمنشأة معمارية بالشكل الذي اتبع في القرن التاسع عشر الميلادي قد ظهر في العصر المملوكي وهو يتكون من ثلاثة طوابق: الأول في تخوم الأرض وهو الصهريج الذي يملأ بالماء، والطابق الثاني أرضه أعلى من مستوى الشارع بقليل وتمثل حجرة السبيل أو" حانوت السبيل "ولهذه الحجرة شبابيك للتسبيل وبداخلها أحواض تحت الشبابيك تملأ بالماء العذب من الصهريج أما الطابق الثالث فهو غالبا قاعة للتعليم أو مكان يخصص للمسؤول عن السبيل، وكان يحلى بشيء من الزخرفة. محمد أمين: المصطلحات المعمارية، ص ٦٢.
(٢) ورد أنه كان لمكة سور قديم في زمن المقتدر العباسي ٢٩٥ - ٣٠٠ هـ. وقد بنى الشريف أبو عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسيني (ت ٦١٧ هـ) لها سورا عندما ولي إمرة مكة المشرفة، وكان من أعلى مكة. وقد أدرك تقي الدين الفاسي (ت ٨٣٢ هـ) جزءا منه، وكان له باب جهة المعلاة، وجداره عريض وبه ثقوب للسيل. ثم عمّر هذا السور المعروف بسور باب المعلاة (وهو المقصود هنا) الذي بأعلى مكة وأكمل بناؤه من الجبل إلى الجبل ورفع جدار السور عما كان عليه وعمل له شرفات الشريف بدر الدين حسن بن عجلان، وكان ذلك في النصف الثاني من سنة ٨٢٦ هـ. كما كان لمكة المشرفة سوران آخران بأسفلها. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٢٣ - ٢٥، العقد الثمين ٧/ ٣٩ - ٦١، النهروالي: الإعلام، ص ٤٣، عبد الله غازي: إفادة الأنام ١/ ١٩٨ - ١٩٩.
(٣) قرر الشيء: في المكان وفي محله وكذا العامل في عمله. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٧٥٩.
(٤) وردت في الأصول" خيربك "وقد يكون خايربك من حديد حيث جاء في التحفة اللطيفة للسخاوي أن لخايربك بالمسجد النبوي الشريف درسا للشافعية وآخر للحنفية وربما كان له بمكة مثل ذلك. السخاوي: التحفة اللطيفة ١/ ٣٦.
كثيرا ما ورد حرف الجر" من "مقترنا بكثير من أسماء المماليك، وقد أستعمل للدلالة على أنواع -