للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الإثنين، ثالث الشهر، أخرجت السكة الجديدة (١) بزفة على العادة، وجعل صرف الأشرفي ثلاثمائة درهم والمحلق إثنا عشر درهما والدرهم بثمانية فلوس، وكان وصل صرف المحلق العتيق لأربعمائة درهم وحصل للناس بالعتيقة غاية المشقة والله يلهم ولاة المسلمين النظر في مصالح المسلمين.

وفي يوم الأربعاء، خامس الشهر، مات علي بن حسن بن علي المطيبين الصيرفي، وصلي عليه بعد الظهر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة وخلف ذكورا وإناثا.

وفي يوم الجمعة، سابع الشهر، وقعت كبسة للنور علي ابن قاضي القضاة البرهاني بن ظهيرة [ببستان] (٢) جاني بك، ودخل عليه خازندار الباش، فوجد عنده نساء وخمرا، فأراد الهروب ثم نجا هو بنفسه، وأخذ الدوادار فرسه، وأراد المجيء بها وبالنساء وبالخمر إلى أستاذه فأتفق تمشية الشيخ أحمد بن حاتم المغربي فخلصهم من الخازندار، فجاء النور على [إلى] أخيه وذكر له وللناس أنه هو الذي دخل البستان، ووجد الخازندار والنسوة، وأنهم أرادوا جلوسه فامتنع، فأنزله من على فرسه وأغلظ له أيضا بعض صبيانهم فتوجه أخوه قاضي القضاة جمال الدين أبي السعود وهو معه وبعض إخوته، واشتكى من الخازندار وأن صبيه أهان أخوه، فضرب الأمير صبيه ضربا مبرحا يقال: إنه نحو [الثلاثمائة] (٣) عصاة من غير فحص عن القضية، فبعد ذلك قال


(١) المراد بهذه السكة الجديدة هي الدراهم المسعودية التي ضربت في مكة في ربيع الآخر من سنة ٩٠١ هـ وتنسب للملك المسعود الأيوبي، وهو يوسف بن محمد بن أبي بكر محمد بن أيوب الملك المسعود ابن الكامل صاحب اليمن ومكة. الفاسي: العقد الثمين ٦/ ٢٥٧. ليلى أمين عبد الحميد: التنظيمات الإدارية والمالية في مكة المكرمة في العصر المملوكي، ص ٥٠٤.
(٢) وردت في الأصل "ببستاني" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصل "الثمانمائة" وهذا العدد مبالغ فيه، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى، ولعل الثلاثمائة اقرب إلى الصواب.