للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا اليوم مات سعد عتيق (١) الصواف، وغسل وكفن، وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفن من يومه بالمعلاة.

وفي ليلة الأحد سابع عشرى (٢) الشهر، ماتت المرأة الكاملة بنت أبي الفضل


= نواب يعقوب بك بن حسن بك الطويل فلما أشرفت المدينة على السقوط أرسل باينذر للأمير يشبك يتلطفه بالكلام وعرض عليه أن يجمع له مالا في مقابل الكف عنه، فأبى الأمير الدوادار ذلك والتقى الفريقان فبدت الغلبة لعسكر المصريين ثم انقلبت الموازين وأصبحت الكسرة عليهم وأسر الأمير الدوادار الكبير يشبك من مهدي وهو راكب على ظهر فرسه وأسر معه نائب الشام قانصوه اليحياوي ونائب حماة أزدمر ونائب حماة جانم الجداوي وبعض الأمراء وقتل بردبك قريب السلطان نائب طرابلس وقتل من النواب والأمراء ومن العسكر المصري والشامي خلق كثير، وكانت كسرة كبيرة، أما الأمير يشبك فمكث في الأسر ثلاثة أيام قتل بعدها وطيف برأسه وحمل إلى يعقوب بك بن حسن بك وذلك في العشر الأخير من رمضان من السنة المذكورة وحملت جثته إلي القاهرة في شهر ذي القعدة من السنة نفسها. واستطاع الأمير قانصوه اليحياوي الهروب من الأسر، وكان السلطان قد عين الأتابكي أزبك وجهزه إلى حلب ليقيم بها ويكون المتكلم فيها وفي بلاد الشام فوصل إليها في صفر عام ٨٨٦ هـ ووجد أن الفتنة التي كانت بين العسكر المصري وعسكر حسن بك قد خمدت وان يعقوب بك بن حسن بك شق عليه تسرع واليه باينذر وقتله الأمير يشبك الدوادار ولامه على ذلك فاستغل الأتابكي أزبك ذلك فأرسل جاني بك حبيب إليه قاصدا وتلطف في الكلام معه فكرمه يعقوب بك وأجله وأطلق من كان عنده من الأسرى من النواب والأمراء غيرهم فعاد بهم إلي حلب فسر السلطان بذلك. ابن أجا: العراك ١٧١ - ١٧٧، ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ١٦٨، ١٦٦، ١٦٥ - ١٧١ - ١٧٢، ابن طولون: مفاكهة الخلان ٢٧، ٢٦.
(١) العتيق: هو العبد المحرر الذي يصبح مولى لسيده، ويظل العتيق على صلة بمولاه الذي أعتقه، وقد يوقف عليه أو ينفق عليه، ولم يكن ذلك اللقب يجر العار على صاحبه بل يفخر به البعض لعلو العاتق، وذلك جعل البعض يصل الى مناصب كبيرة ومكن البعض الآخر من الثراء. الباشا: الفنون الإسلامية ٢/ ٧٧٠ - ٧٧٣، الألقاب الإسلامية، ص ٣٩٨.
(٢) وردت في الأصول "عشرين" والتعديل هو الصواب.