الخدم ينقسمون إلى أقسام، فهناك خادمة ملتزمة، وقد تكون الخادمة أحياناً أكثر التزاماً من ذات المرأة التي تسكن معها، وقد تكون الخادمة غير ملتزمة، وقد تكون الخادمة غير مسلمة، وهنا لابد من وضع كل قضية في موضعها، فإن كانت المرأة الخادمة غير مسلمة فينبغي أن تنتبه المرأة إلى هذا الجانب من أساسه، وألا تستقدم كافرة وخاصة إلى هذه البلاد، وتحرص على أن تستقدم المسلمة، فإن حصل واستقدمت هذه الكافرة فلتنتبه المرأة إلى أن هذه الكافرة قد تؤثر في أولادها وفي زوجها، وقد تنشر شراً داخل البيت وهي لا تعلم إلى غير ذلك من الأمور المعروفة، فإن قررت المرأة وكانت حريصة على دعوتها إلى الإسلام، فتحاول قدر جهدها أن تستفيد من الإمكانات المتاحة، قد تكون المرأة المسلمة مجيدة للغة الإنجليزية والخادمة تجيد اللغة الإنجليزية فرضاً فيتم التفاهم بينهما نتيجة لذلك، وإذا كانت المسلمة لا تعرف الإقناعات فتحاول أن تستفيد مما كتب ومما سجل، وقد تستعين بمكاتب دعوة الجاليات في إمدادها بالأشرطة والكتيبات لتعطيها لهذه المرأة الخادمة تباعاً، مع العلم أن المرأة المسلمة لابد أن تعي أن هذه الخادمة غير المسلمة عندما جاءت إلى بيتها صارت مسئولة عنها، فإذا رجعت إلى أهلها ولم تعرضي عليها الإسلام فإنها ستتعلق في رقبتك يوم القيامة، وستطالبك أمام الله سبحانه وتعالى بأنها جاءت إليك وأنت مسلمة ولم تعرضي عليها الإسلام لا من قريب ولا من بعيد.
أما إن كانت المرأة الخادمة غير ملتزمة وهي مسلمة فيؤتى إليها بالكتيبات والأشرطة التي تحث على الالتزام بدين الله سبحانه وتعالى، وتجالسها وأن تتخلق معها بالأخلاق الحسنة، وتعاملها المعاملة السليمة التي يعامل بها الخدم في الإسلام، وقد ثبت عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أنه خدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يتذمر منه أي تذمر، ولم يقل له في يوم من الأيام: لم فعلت كذا؟ ولم لم تفعل كذا؟ وهذا يدل على الخلق العظيم عند المصطفى صلى الله عليه وسلم مع الجميع حتى مع خدمه، فهنا هذه المرأة لكي تؤثر في خادمتها لابد أن تضع قضية القدوة الحسنة نصب عينيها، نعم.