بقي عندنا مجموعة من العقائد لعلي أعرض بعضاً منها الآن، وسأعرض عليكم عقيدة من عقائدهم العجيبة جداً، وفيها طرافة: إنها عقيدة الطينة عند الشيعة.
هذه العقيدة من العقائد العجيبة عند هؤلاء، وقد سطرها الكليني في كتابه: باب في طينة المؤمن والكافر.
يريدون أن يضفوا على الشيعة درجة من العلو، وأنهم أناس محترمون ومحبوبون عند الله سبحانه وتعالى، فاخترعوا عقيدة الطينة.
يقولون في عقيدة الطينة: إن الله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يخلق آدم، أخذ من طينة الجنة شيئاً، وأخذ من طينة النار شيئاً، ثم أجرى نهراً من الجنة على طينة الجنة، ونهراً من النار على طينة النار، ثم تركهما لتتخمرا، فأخذ من أعلى طينة الجنة قطعة، ومن أسفل طينة الجنة قطعة، ومن أعلى طينة النار قطعة، ومن أسفل طينة النار قطعة، فعجنت هذه القطع الأربع، فخلق منها الخلق، خلق منها آدم وخلق منها الخلق، فعندنا جبلان: الجبل الأول من طينة الجنة، والثاني من طينة النار، فأعلى طينة الجبل الأول الذي من الجنة خلق منها الأئمة، وأسفل هذه الطينة خلق منها أتباع الأئمة، أما جبل النار فأعلاه خلق منه أئمة الجور المعارضين لأئمة الشيعة، وأسفله خلق منه أتباع أئمة الجور، أي: نحن.
وسأمثل ما يقولونه على نفسي: أنا الآن بالنسبة لهم من طينة جبل النار السفلى؛ لأنني لست من الأئمة، فبالتالي أنا من الطينة السفلى، فأنا أعمل خيراً وأعمل شراً، فالخير الذي أعمله ليس من ذاتي؛ لأن ذاتي أصلها سيئة بالنسبة لهم، لكن الخير الذي أعمله إنما هو نتيجة لتأثري واختلاط طينتي بطينة الشيعة، أو الطينة التي خلقت من الجنة، ولو عملت شراً فهذا أصلي، أما الشيعي إذا عمل خيراً فهذا هو أصله، وإذا عمل شراً فذلك من تأثره بطينة السني.
فإذا جاء يوم القيامة رجع كل شيء إلى أصله، فأنا الآن عملت خيراً، لكن هذا الخير ليس من تأثير طينتي، فيرجع هذا الخير إلى الشيعي، والشيعي عمل شيئاً سيئاً، لكن ليس من تأثير طينته، فيرجع هذا العمل السيئ لي.
يقول الشيعي: إذا كنت الآن أعمل سيئة وهذه السيئات سترجع إلى السني، فلماذا لا أكثر منها لكي ترجع إلى أهل السنة، فبدل ما ترجع لهم سيئتين في اليوم لنجعلها عشرين سيئة في اليوم، وعلى ذلك: سأزني وأشرب الخمر وأمارس اللواط، وأسرق، وأقتل؛ لأن كل هذه الأعمال سترجع إلى أهل السنة؟ كذلك لماذا أعمل الحسنات وأتعب نفسي، من صلاة وصيام، إذا كانت حسنات أهل السنة سترجع لي، فليس هناك داع أن أتعب نفسي، فوقعوا في مشكلة رهيبة، فقد انتشر فساد عريض بين الشيعة، وصارت فوضى عجيبة، فجاء قرار بأن عقيدة الشيعة لا تنطبق على الشيعة إلا إذا خرج المهدي المنتظر، هذا ما يسمونه عقيدة الطينة، وهي من العقائد التي وقف العمل بها إلى أجل مسمى بموجب مرسوم خاص بهم.