وهنا قضية أخرى، وهي قضية المنبوذين وعباداتهم وأقسامهم: طبعاً المنبوذون في الهند يقفون في منطقة مبتعدة تماماً عن الهنود الذين بيدهم الأمر والنهي، ولذلك نوجه النداء لكل قادر على الدعوة إلى دين الله سبحانه وتعالى أن يتجه إلى هؤلاء المنبوذين لدعوتهم، ولذلك كثير من الهنود عندنا الآن في الكليات نؤصل فيهم هذه الفكرة، فتجد هندياً مسلماً وهو ليس من أي طبقة من هذه الطبقات، لكن نزرع فيه استغلال قضية احتقار الطبقتين الأولى والثانية والثالثة للمنبوذين، فهذا لابد أن يستغل في نشر الإسلام، يعرض عليه هل تجيد اللغة الهندية وتعرفها، اعرض عليه الديانة الإسلامية، اعرض عليه ما يرتبط باحترام الإسلام للإنسان، اعرض عليه حقوق المسلم والمساواة في الشرع بين الكبير والصغير، فإذا عرضت عليه ذلك أسلم؛ ولذلك فإن لبعض الأشخاص جهوداً منفردةً ومع ذلك أثمرت عن قرى كاملة دخلت في الإسلام وقرى الهند ليست مثل القرى عندنا، القرية الواحدة في الهند فيها مائتان أو ثلاثمائة أو أربعمائة ألف لكثرتهم؛ فعدد سكان الهند أكثر من ثمانمائة مليون، فلا يقارنون بثمانية ملايين أو تسعة ملايين عندنا، وبالتالي فإن هؤلاء الدعاة أثمرت دعوتهم، ثمرة ليست باليسيرة، لكن الهندوس الآن يتداركون الأمر، فقد بدءوا يتنازلون عن بعض خاصياتهم بشكل مؤقت للمنبوذين؛ لأنهم رءوا كثرة إسلام قرى المنبوذين، ونتج عن ذلك ضربة قاصمة لهم؛ حيث تكاثر عدد المسلمين بشكل كبير جداً وهذا ما لا يريدونه.
والمنبوذون الآن من الهندوس لهم عبادات معينة ومعابد معينة وأصنام معينة، فلا يحق لهم أن يتخذوا صنماً بجوار براهما؛ لأنهم ينجسونه، إذا لمسوا صنم براهما صار نجساً، ولا يحق لهم أن يعبدوا فيشنو ولا سيفا ولا أندرا ولا غيرها، لكن يحق لهم أن يتخذوا تماثيل من أحجار أو من طين فقط، ويعطونها أسماءً من عندهم، أما الأسماء المشهورة فلا يحق لهم ذلك، كذلك لا يجوز لهم أن يدخلوا المعابد أبداً.
إذا ذهبت إلى الهند لزيارة ودخلت معبداً ضخماً جداً فإنك لن تجد فيه واحداً من الطبقة المنبوذة، وإذا طلبت من أحد المنبوذين أن يذهب بك إلى المعبد فسيذهب بك إلى المعبد، لكن إذا وصلت إلى المعبد يرفض الدخول؛ لأنه يعرف أنه إذا اكتشف فإن مصيره أن تقطع رجله، وأحياناً لا تقطع رجله بشكل رسمي، لكن تقطع رجله بشكل غير رسمي، يعني: إذا عرف أحد البراهمة أن هذا منبوذ تبعه في أي شارع وقطع رجله.