ينبثق من هذه النقطة عدة مسائل: المسألة الأولى: النهي عن البدع، ومن ذلك علم الكلام، إذاً القضية هنا ليست قضية علم الكلام فقط، فعلم الكلام ركز عليه في بند مستقل؛ لأنه هو المهم، لكن أعطيت البدع جانباً آخر من الأهمية، فنهى عن البدع نهياً تاماً؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وقال:(كل بدعة ضلالة).
وقال:(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ) إلى آخر ذلك.
فالبدع هنا: كل ما استحدث في دين الله مما ليس له أصل في منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، وخاصة الخلفاء الأربعة.
يأتي شخص مثلاً يقول: هؤلاء الصوفية يقيمون احتفال المولد النبوي، ويقيمون احتفال ليلة النصف من شعبان، ويقيمون احتفال رأس السنة الهجرية، ويجلسون جلسات للأذكار، ويقرءون أذكاراً إضافية بعد الصلوات، وأذكاراً مستقلة بأن يتحلقوا فيذكرون الله بشكل جماعي إلى غير ذلك.
نقول لهم: هذه عبادات لكن هل لها أصل في القرآن أو في السنة؟ سيقولون: لا.
نقول: إذاً أنتم تخرجون من منهج السلف؛ لأنكم جئتم بشيء لم يرد عن السلف.