النقطة التي تليها هي: قضية السيخ والخليج، وما هو موقفنا من السيخ.
عرفنا مجمل عقيدة السيخ، ومن ضمن عقائدهم الأصلية الأساسية المؤصلة قضية: من قتل مسلماً دخل جنتهم الموعودة.
فهم يكرهون المسلمين ويحقدون عليهم، فلا بد من أن يؤصلوا هذه العقيدة في بلادهم، ولكنهم مضطرين للانتقال إلى البلاد الخليجية لكسب الرزق والمعيشة، فيأتون تباعاً، ونتيجة لهذا الإتيان المتوافر في الخليج فقد صاروا يجمعون المال ويرسلونه إلى بلادهم ليتقووا به أكثر فأكثر، وترتب على ذلك جملة قضايا، ونتيجة للترتيب والتنظيم فقد توصلوا في نهاية المطاف إلى احتواء مناطق عسكرية كاملة، واحتكار عدة مسائل اقتصادية في دول الخليج.
فالسيخ يتكاثرون في مناطق الخليج بكثرة بينة واضحة، ولعل السبب في ذلك أنهم يركزون على مسألة العمالة المدربة، فيعتبرون بالنسبة للهند من الناس المثقفين، فهم يركزون على الجانب التثقيفي بالنسبة لقومهم؛ والسبب في ذلك يرجع إلى ارتقاء مستواهم المعيشي لدرجة أنهم لا يمكن أن يستغنوا عن العمل في الدول الخليجية أو العربية، فهم ليسوا مثل غيرهم من الهنود البنغلاديشيين أو غيرهم، ويترتب على ذلك أنهم يأتون إلى بلادنا ولديهم معرفة واطلاع.
ثم إنهم يركزون على الجانب التثقيفي، بمعنى: أنهم يحرمون على أتباعهم أشياء كثيرة كشرب الخمر، والتدخين، ودخول الملاهي وغير ذلك، مما أدى إلى إنشاء جيل مثقف يأخذ العلم الموجود لديهم فيأتي إلى بلاد المسلمين وهو يشعر بأنه مثقف أكثر من غيره من العمالة التي لا تعلم شيئاً، فبطريقته وثقافته ولباقته يستطيع أن يحتل مراكز معينة.
ولذلك تجد في بعض الدول خاصة دول الخليج كالإمارات وغيرها أن هناك سيخاً يشكلون تجمعات اقتصادية قوية، فبأيديهم مجموعة من التجارة المعروفة بأنه لا يديرها إلا السيخ، وهناك معابد خاصة بهم نتيجة لذلك، وهناك دوائر حكومية يرأس كثير من فروعها سيخ هندوس، بل وهناك شرطة وضباط وغير ذلك من السيخ، ولو ذهبت إلى الإمارات وهي المميزة في هذا الجانب ستجد أن هناك عدداً من السيخ يرأسون دوائر حكومية معينة وإدارات عسكرية، بل وقد دخلوا في الجيش والدفاع ودخلوا في كل مكان نتيجة لهذا السبب، وهذه مصيبة من المصائب، ولعلي أختم بكلام قاله أحد المسئولين الكويتيين عندما قال: نحن والله نسير بالبركة، وإلا فلو قام الهندوس فقط بحركة في الكويت لاستطاعوا أن يحولوا الكويت إلى دولة هندوسية في ظرف ثلاث ساعات، أي: أن عدد الهندوس يتجاوز مائة وخمسين ألف هندوسي في هذه الدويلة الصغيرة، فممكن أن يلتفوا بطريقة أو بأخرى على هذه الدولة ويأخذوها بسهولة، وخاصة أن كثير من هؤلاء المائة وخمسين يعرفون خفايا الأمور، فهذا -مثلاً- صاحب متجر يعرف كيف يعمل صاحب المتجر وكيف يذهب وأين يذهب؟ والذين يعملون في الدائرة الفلانية أو الشرطة الفلانية يعرفون الخفايا، وهذه أعماله في الدائرة الحكومية الفلانية، أو الدائرة العسكرية المهمة الفلانية فيعرفون كل شيء ويستطيعون بطريقة فنية أن يقوموا بما يريدون، وأن يحققوا ما يريدون.
فهذا ما يرتبط بالعقيدة السيخية، ولعلي اختصرت هذه القضية لسببين: الأول: كسباً للوقت؛ لاعتبار أن الدرس هو درس واحد ولم أرض في تمديده إلى درس آخر، بالإضافة إلى قلة المراجع أو ما كتب عن هذه الديانة.