[أهداف الشيعة ومخططاتهم في الحرمين وبيت المقدس]
الدولة السابعة: شمال الجزيرة، أو بمعنى أدق بلاد الحرمين الشريفين، فلإيران جهود متواصلة في سبيل أن تكون هذه المنطقة خاصة بهم، وهذه مجموعة من النصوص تبيّن هذا الأمر: يقول حسين الخراساني في صفحة (١٣٢) من كتابه (الإسلام على ضوء التشيع): إن طوائف الشيعة يترقبون من حين لآخر أن يوماً قريباً آتٍ يفتح الله لهم تلك الأراضي المقدسة.
إذاً: هي محتلة بالنسبة لديهم، ويترقبون ترقباً مستمراً من حين لآخر ليروا هذه البلاد مفتوحة لهم.
ويقول محمد مهدي صادقي في إذاعة عبدان في احتفال أقامته الحكومة في هذه المنطقة في (١٧/ ١٣/١٩٧٩م) وقد سمعت الخطبة في جميع المناطق التي يصلها هذا البث، يقول في هذه الخطبة الطويلة: أصرّح لإخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشر من اليهود.
يعني: أنتم المقصودون بهذا الكلام، والحكومة بنفسها تنشره من خلال الوسائل الإعلامية الرسمية أن مكة يسيطر عليها شرذمة أشر من اليهود؛ وهذا هو منهجهم، فأصل منهج الرافضة: أن أهل السنة أشر وأبغض إليهم من اليهود والنصارى، فهم يصرّحون بشكل علني في إذاعاتهم وفي كتبهم، فقوله هذا يبيّن أنهم يخططون لتحرير الحرمين من هؤلاء الذين هم أشر من اليهود.
ويقول في نفس خطبته: كلا إننا سوف نرجع إلى فلسطيننا إلى مكتنا إلى مدينتنا.
أي: أنهم كانوا مطرودين منها.
يقول: كلا إننا سوف نرجع إلى فلسطيننا إلى مكتنا إلى مدينتنا، وسوف نحكّم القرآن في هذه البلاد المقدسة التي احتلت.
والقرآن لا يقصد به القرآن الذي نحمله نحن، لكن مصحفهم الذي يسمونه مصحف فاطمة الذي هو مثل قرآننا ثلاث مرات، وليس فيه من قرآننا حرف واحد.
وكذلك في مجلة الشهيد -وهي مجلة تصدر من قم- العدد (٤٦) في (١٦/شوال/١٤٠٠هـ) رسموا صورة الكعبة وصورة المسجد الأقصى وبينهما يد ومعها رشاش، ثم مكتوب بعبارة كبيرة: سنحرر القبلتين.
يعني: أن القبلة الأولى فلسطين وهي محتلة وهذا أمر واضح، أما مكة المكرمة فهي على حسب تعبيرهم محتلة، وستعود إليهم ولابد من تحريرها، وهذا يبيّن لكم مدى حرصهم على بيان أن مكة المكرمة والمدينة ستعودان إليهم لتنضما إلى أخواتهما من المدن الأخرى المكونة للإمبراطورية الشيعية الإسلامية العظمى.
وفي (بحار الأنوار) للمجلسي يقول: أول ما سيخرج المهدي سيذهب إلى مكة والمدينة، سيمر على المدينة أولاً ويخرج أبا بكر وعمر طريين من قبريهما، ثم يصلبهما على جذوع شجر، ثم يحرقهما وينسفهما في اليم نسفاً.
إذاً: هذه النقطة الأولى.
ويقول: ثم يعيد المسجد النبوي إلى أصله كما كان في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يذهب إلى مكة ويهدم الحرم ويعيده إلى أصله كما كان في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يأخذ الحجر الأسود ويذهب به إلى الكوفة.
وهذا يدل على أمور متعددة: الأول: كراهية وحقد الشيعة على الصحابة خاصة على أبي بكر وعمر.
الثاني: أنهم يحقدون على كثرة أهل السنة الذين لا تستوعبهم إلا مساجد قد وسِّعت ومُد في أرجائها، فيعيدونها إلى أصلها، وتعرفون أن المسجد الحرام في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم أو المسجد النبوي في وقته عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يضم في جنباته إلا ألف مصل أو ألفين أو ثلاثة آلاف مصل لا غير في مقابل آلاف مؤلفة من الذين يأتون إليه سنوياً، فعلى ماذا يدل هذا؟! يقول الذين فسّروا هذا الكلام من الشيعة: وهذا يدل على أن المهدي سيحرم على أهل السنة دخول مكة والمدينة، وسيجعلها للرافضة فقط لا غير.
وهذا موجود في (بحار الأنوار) (٥٢/ ٣٨٦).
وأذكر قولاً للفيض الكاشاني في كتابه (الوافي) يقول في خطبة له: يا أهل الكوفة! لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحداً من قبل، فمصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم.
يعني: المصلى الذي تصلون فيه كان بيت لنوح ولإدريس ولآدم ولإبراهيم، ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه.
أي: في هذا المكان، ومعنى هذا أنهم سيعيدون المنهج القرمطي الذي أخذ بموجبه الحجر الأسود من مكة وذهبوا به إلى قرية الجشة في الأحساء، وأنشئوا هناك كعبة مستقلة دعوا الناس للحج إليها، والقرامطة في هجمتهم الشديدة على مكة وقتلهم لآلاف الحجاج أخذوا الحجر الأسود فذهبوا به ووضعوه في كعبة أنشئوها في قرية الجشة، وهي قرية معروفة موجودة إلى الآن، وينتسب إليها أناس عدة يسمون بالجشي، وهذه القرية كانت معدة لأن تكون بديلاً لمكة أو للكعبة، فالشيعة الرافضة يريدون أن يكرروا نفس العملية في الكوفة عندما يقوم قائمهم وهو المهدي المنتظر فإنه سيأخذ الحجر الأسود ويقيمه في مسجد أو مصلى الكوفة.
إذاً: هذا ما يرتبط بالحرمين: مكة والمدينة، فهم من خلال هذه التصريحات يذكرون أن الحرمين محتلة وستعود إليهم في وقت من الأوقات.
أما مخططاتهم تجاه الخليج العربي فسأعرض للمسألة بشكل موجز، ثم أعرضها بعد ذلك بشكل موسع.
لدي تصريح يقول فيه حلنزي ميرزا رئيس وزراء إيران سنة (١٨٤٠م) وهذا قبل (١٥٠) سنة يصرّح رئيس وزراء إيران بهذا التصريح ويقول: إن الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة أن الخليج الفارسي من بداية شط العرب -أي: من الحدود الإيرانية- إلى مسقط -يعني: مروراً بالكويت والمنطقة الشرقية والبحرين وقطر والإمارات وعمان- بجميع جزره وموانيه بدون استثناء ينتمي إلى فارس؛ بدليل أنه خليج فارسي وليس عربياً.
هذا التصريح أعتقد أن فيه غنى وفيه كفاية لمعرفة أن هؤلاء الشيعة يخططون بأن يكون الخليج العربي بمناطقه المتعددة منطقة مجوسية، تعبد فيها الأصنام والأوثان والنيران.
هذا ما سبق بالعرض العام بخصوص أهداف الشيعة السياسية في المنطقة العربية وغير العربية التي تضم أجزاءً أساسية من منطقتهم التي يسمونها الإمبراطورية الإسلامية الشيعية العظمى، وهي في الحقيقة مجوسية.