[مصادر تلقي العقيدة عند الهندوس والديانات الأخرى]
لو خرجت عن الديانات السماوية المحرفة، وانتقلت إلى الهندوسية مثلاً كديانة وضعية، لوجدت أن الهندوس: عبارة عن مشركين يعبدون الأصنام والأوثان والأحجار والبقر وغيرها.
والهندوس كما هو معروف عنهم يعدون من أغبى عباد الله سبحانه وتعالى والسبب في ذلك يرجع إلى أنهم يعبدون كل ما يعجبهم، ولذلك لا تكاد تجد بيت هندوسي في الهند إلا وفيه عدد كبير جداً من الأصنام الصغيرة، فهذا صنم للحب، وهذا صنم للزواج، وهذا صنم للمطر، وهذا صنم للقحط، وهذا صنم للنماء والخصب إلى آخره.
فمثلاً لو أصاب أحدهم قحط أخرج صنماً من الدولاب ووضعه أمامه على الطاولة، وبدأ يدعوه ويقول: ارفع عني القحط الذي نحن فيه يا صنم القحط، وإذا انتهى القحط أعاده مكانه.
وإذا رزق بمولود فتح الدولاب وأخرج صنم الأولاد وقال: شكراً لك يا صنم الأولاد! وصلى له ثم أعاده وهكذا.
ولذلك يذكر بعض الإخوة من الهند أن العائلات الكبيرة جداً في الهند لديها غرف كاملة تحتوي على عدد هائل جداً من الأصنام يتجاوز المئات، وكل صنم له تخصص معين.
هذا بالإضافة إلى عبادتهم للبقر، فقد وصل بهم إلى أنهم يعبدون ما يخرج من البقر من روث وغيره.
ويترتب على ذلك ما هو مسطر في كل كتبهم المقدسة، ويترتب على ذلك أن مصادر التلقي من هذه الكتب عند هؤلاء الهندوس، والبراهمة هم الذين أصلوا لهم هذه العبادات، فكتبوا لهم مجموعة من القوانين، في كتاب يسمى قانون منو، وفي كتاب آخر يسمى الفيدا، وجعلوا فيه قواعد عبادة الأصنام وكيفيتها، ثم نشروها بينهم.
وتجد في النهاية أن العملية كلها شرك وكفر.
فهذه الديانات لو نظرت إليها لوجدت أن أصول التلقي متفق عليها وهم الرجال، فلو رجعت إلى الماركسية لوجدت أن أصول تلقي عقائد الإلحاد عند الماركسية ترجع إلى كارل ماركس وإنجلز ولينين واستالين وغيرهم الذين أصلوا لهم العقائد الماركسية.
إذا: يجمع بين هذه العقائد التي هي خارج نطاق الإسلام: أن مصادرها في بناء العقيدة هم الرجال.
وبما أن الرجال يتغيرون بتغير الزمن، فإن الأجيال تتغير بتغير الزمن، كذلك العقائد تتغير بتغير الزمن.
ولذلك عقيدة اليهود اليوم ليست عقيدتهم قبل مائتين سنة، وليست عقيدتهم قبل ألف سنة، وعقيدة النصارى اليوم ليست عقيدتهم قبل خمسين أو مائة سنة؛ لأن العقيدة لديهم تتغير بتغير رجالاتها ومن يعتنقها، والرجل هو الذي يؤصل، فإذا انتهى الرجل جاء رجل آخر، فعدل وغير كما تغير الدساتير وكما تغير القرارات.
إن المناهج المطروقة في هذا المقام: المنهج العقلي، والمنهج الذوقي، والمنهج العاطفي، والمنهج الوقتي، والمنهج السري، والمنهج النقلي.
أما المنهج العقلي، فيتمثل في اسمه منهاج العقلانية التي يدين بها مجموعة من الناس قديماً وحديثاً، كالمعتزلة في القديم، والتنويريون أو المستنيرون، أو العقلانيون، أو العصريون في الزمن الحاضر.
والمنهج الذوقي: تدين به مجموعة كبيرة من الطوائف الصوفية.
والمنهج العاطفي: وهي المناهج التي تدين بها طوائف الرافضة.
والمنهج السري: وهي المناهج التي تدين بها الطوائف الباطنية، كالدروز والنصيرية والإسماعيلية، والآغاخانية، والبهرة، وغيرها من الطوائف.
والمنهج النقلي: هو المنهج الذي يدين به أهل السنة والجماعة.