[المصدر الرابع الرقاع]
والرقاع: عبارة عن لعبة حصلت لكنها صارت ديناً، ومعتقداً بنيت عليه كثير من معتقدات الرافضة.
والرقاع: عبارة عن فتاوى صدرت من المهدي المنتظر، يقولون: إن هناك رجلاً يدعى ابن عثمان بن سعيد العمري، هذا الرجل أراد أن يكسب المال فلم يجد وسيلة، فذهب إلى قرية كل أهلها من هذا الصنف وسكن معهم، وبدأ ينسق مع صاحب له بطريقة معينة على خدمته، فصار يعبد الله في المسجد طوال الوقت، لا يأكل ولا يشرب وإذا أراد أن يقضي الحاجة، أخذ قليلاً من الماء لا يكفي للوضوء وهم ينظرون إليه، يأخذه ويذهب إلى منطقة بعيدة عند صخرة ويقضي حاجته ثم يتوضأ ويرجع، فيرونه يجلس أياماً طوالاً لا يأكل ولا يشرب، فقالوا: هذا ولي من أولياء الله.
وحقيقة الأمر أنه إذا ذهب يقضي حاجته، يقضيها ولا يتوضأ، بل يشرب الماء الذي معه، فيأتي صاحبه ويضع له قرصاً على الحجر، يشبه براز الإنسان فيأكلها، والذي يراه يعتقد أنه برازاً أو غير ذلك.
فاعتقدوا فيه الولاية، وفي يوم من الأيام قرر السفر زاعماً أنه على موعد مع المهدي المنتظر، فقالوا: بلغه سلامنا، فذهب وجاء بعد أيام وبشرهم أنه راض عنهم وعن سلوكهم، وبعد شهر أراد أن يذهب، فأرسلوا له أن لديهم أمور دينية فيها اختلافات ومشاكل، فأخذ الفتاوى وذهب، فجلس على جانب الطريق يجيب عليها وجاء بها، وقال: إنها فتاوى من المهدي المنتظر وفي يوم من الأيام قال لهم: يقول لكم المهدي المنتظر: إن القرية الفلانية تعيش أزمة ماليةً لكوارث معينة، ويريدون جمع تبراعات، فجمع عدداً هائلاً من الأموال، وذهب بها وأخفاها، وهكذا، فصار يأخذ الفتاوى ويجمع الأموال إلى أن انقطعت أخباره، فجمعوا هذه الفتاوى في رقاع.
وهناك شخص آخر فعل مثله ونجح في ذلك، فجمع الرقاع وهي عبارة عن فتاوى.
طبعاً فهؤلاء أناس دجالون ومحتالون، إذ طبعت هذه الفتاوى وكتبت فوجدوها متفاوتة، هذا يقول: حلال، وهذا يقول: حرام وهذا يقول: يجوز، وهذا يقول: لا يجوز، فطرحوها وزينوها وعدلوها، ثم أخرجوها وطبعت في كتب على أنها مصدر من مصادر التلقي في العقيدة.
فيسألونه مثلاً عن الإيمان بالملائكة فيجيب، ويسألونه عن الإيمان بالرسل فيجيب وهكذا، فالرقاع هي مصدر من مصادرهم التي يدينون بها.
وخلاصة الكلام حول هذه المسألة: أن المنهج العاطفي أو منهج معتمد على تعطيل العقل، تدين به طائفة كبيرة جداً في المجتمع المسلم، وتحكم العاطفية في مسألة التلقي، فما قبلته العاطفة قبلوه، وما ردته ردوه، ولذلك يشعرون بعاطفتهم أن الحسين قتل ظلماً، وأنه عذب قبل أن يقتل.
واستغلت هذه العاطفة وبالغوا فيها إلى أن جعلوا هؤلاء الرافضة يعبدون الحسين ويطوفون بقبره ويتمسحون بتربته، ويرون أن الحج لقبره يعادل أكثر من مليون حجة، كما صرح بذلك محمد بن الحسن العاملي في كتابه وسائل الشيعة، وفي كتاب الكافي وغيرهما، يقولون: الحجة إلى قبر الحسين تعادل أكثر من ألف ألف حجة، وهكذا أصلوا عند أتباعهم مسألة الاعتقاد بأئمة أهل البيت، وأنهم هم الذين بأيديهم كل شيء، ونتج عن ذلك التأصيل أن جعلوا الأئمة هم الآلهة تماماً.
ففي كتاب مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب الفرسي -من أتباعهم- كتب مجموعة كبيرة من الخطب لـ علي بن أبي طالب، يقول في خطبه مثلاً: أنا محيي الأرض بعد موتها، أنا خالق السموات والأرضين، أنا محيي الموتى من قبورهم، أنا الذي خلق الجنة وخلق النار، أنا الذي يدخل أهل الجنة الجنة، وأدخل أهل النار النار، أنا الذي أنفخ في الصور، أنا الذي أخرج من في القبور، أنا وأنا وأنا، فلم يبقوا لله سبحانه وتعالى شيئاً من ملكه أبداً.
ويقولون عن جعفر الصادق: إنه يقول: نحن أسماء الله الحسنى الذي إذا دعي بها أجاب، إذا دعينا بها أجبنا، فجعلوا الأئمة هم الآلهة الذين يعبدون من دون الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك تجد الرافضة لا يعبدون الله حقيقة، بل يعبدون الأئمة تماماً، فمعتقدهم منصب على هؤلاء الأئمة.