كذلك من معتقداتهم عبادة قبر يزيد بن معاوية باعتبار أنه هو الأساس بالنسبة لنشأتهم، وعبادة قبر عدي بن مسافر والشيخ حسن وقبور كل الأئمة الذين جاءوا من بعدهم.
فالأضرحة عندهم كثيرة جداً، ولا تكاد تجد مسجداً -يسمونه مسجداً- إلا وفيه قبر من قبور أوليائهم يعبدونه من دون الله سبحانه وتعالى.
قبل أن ننتقل إلى بقية العقائد أريد أن أذكر طرفة أخرى من الطرف عن هذه الفرقة: هناك شيء في السماء يسميه علماء الفلك: مجرة التبان وفيه شيء شبه الغيم، وعلماء الفلك يقولون: إن هذه نجوم بعيدة جداً، ومن تكاثرها تكونت بهذا الشكل.
لكن هؤلاء اليزيدية يقولون عنها شيئاً مضحكاً للغاية؛ يقولون: إن عدي بن مسافر ومعه مجموعة كبيرة من أتباعه أقام الله لهم وليمة في السماء، فركبوا خيولهم ثم صعدوا إلى السماء، وعندما اقتربوا من السماء أخبرهم أحد الملائكة أن خيولكم هذه ليس لها طعام، فقال عدي بن مسافر: أنا عندي تبن في المزرعة، فأرسل مجموعة ممن معه إلى مزرعته في الأرض.
وهذا مذكور في كتابهم المسمى بكتاب المصحف رش، أي: كتابهم المقدس.
فرجع مجموعة منهم وحملوا هذه الخيول بالتبن، ثم صعدوا إلى السماء، وفي الطريق جاءتهم ريح عاصف قوية فتساقط التبن في الهواء وأكملوا الطريق، بقي هذا التبن يسبح في السماء، ولذلك يسمونه طريق التبان أي: من التبن، أي: أن هذا التبن موجود في السماء نتيجة لسقوطه من خيول كانت صاعدة إلى السماء.
هذا موجود في الكتاب المقدس، وأنا قرأته حقيقة بنفسي، والكتاب المقدس عندهم مترجم إلى اللغة العربية بلغة ركيكة جداً.
وهذا يذكرنا بعجائب الهندوسية وعجائب بعض الديانات الأخرى، فسبحان الله العظيم! {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}[النساء:٨٢].