[أهداف الصوفية في تأصيل هذا المنهج]
من أهدافهم ربط أصحابهم بهم بشكل قطعي كلي، وربط هؤلاء الأصحاب أو الأتباع بالأذكار التي ألفوها، وربطهم بالأضرحة والأولياء الذين يطوفون بهم ويدعونهم من دون الله.
والهدف من ذلك كله: هو الغنى والثروة التي يريدها هؤلاء المتبوعون.
فزعمائهم زنادقة ملاحدة كفرة، يريدون المال والزعامة والشهوة، فكلما وجدوا لذلك طريقاً تلبسوا باللباس الشرعي لهذا الطريق.
ولذلك عندما تذهب إلى قبر من القبور الضخمة جداً في دولة من الدول، تجد القبر بجانب المسجد، وبجانب القبر، أو خارج المسجد مستودعات ضخمة جداً لتلقي النذور، فهذا يأتي بخروف، وهذا يأتي بعجل، وهذا يأتي بنقود، وهكذا كل واحد على حسب قدراته وطاقته.
وتقسم الأموال إلى أقسام: فالدولة تأخذ الثلث، والثلث الآخر يؤخذ ليصرف على المكان: ترميم وتحسين وتجميل حتى يعطي رهبةً أكثر وأكثر، والثلث الآخر يعطى للسدنة والمشرفين على هذه القبور.
ولذلك فإن الذين يشرفون على هذه القبور من الأغنياء، حتى إن أحدهم قد فضح جملة من هؤلاء بعد أن كان معهم، قال: إن أحد هؤلاء السدنة يملك عشرات العمائر والقصور، ويملك ملايين كثيرة نتيجةً لعمله في هذا المكان.
مثلاً ضريح البدوي في طنطا، يقدم إليه كل سنة أكثر من ١.
٥ مليون نسمة كالحج، هؤلاء كلهم يحتفلون بمولد البدوي وكل واحد منهم يأتي بنذر، فلو أن كل واحد مثلاً جاء بعشرين ريالاً، فإن المبلغ سيكون ضخماً، إذاً: هؤلاء الصوفية جميعاً يهدفون إلى مسألة الكسب المادي.
أما الشهرة فإن زعماء الصوفية عندما يتحرك أحدهم تتحرك وراءه آلاف مؤلفة، فهم لهم صولة وجولة وتأثير في الحكومات.
أما الشهوات فإن الأتباع أذلة صاغرون بين أيدي شيوخهم، يقولون: لو رأيت شيخك على امرأتك فظن الحق ولا تظن الباطل، ويقولون من كرامات الأولياء أن شيخاً من مشائخهم أراد أن يختبر تلميذاً له، فذهب مع تلميذه إلى بيته -أي: بيت التلميذ- ودخل إلى غرفة نومه، ودعا امرأته وقال لها: تزيني للشيخ فتزينت، ثم قال للتلميذ: قف أمام الجدار ووجهك إلى الجدار ولا تلتفت، فقضى الشيخ حاجته وانتهى، وأخذ بيد تلميذه وقال: لقد نجحت في الاختبار.
إذاً: يبحثون عن الشهوة، فهذا هو المنهج الذوقي الذي يدعون إليه، ولذلك تجد أن عقائد هؤلاء جميعاً منصبةً على مسألة واحدة، ألا وهي عبادة الأضرحة، ودعوة أصحابها والركون إليهم ودعاؤهم والتمسح بها، وجعلها الآلهة المعبودة من دون الله سبحانه وتعالى.
فعقيدتهم تدور من أولها إلى آخرها على أصحاب القبور، وعلى من في هذه القبور.