[من الصور السلبية للعطاء والبذل وقوع المراكز الإسلامية في الغرب في أيدي أهل البدع باسم الانتخابات]
ذكرت لكم صورة في البدء، وسأشير إلى صور أخرى.
في أوروبا وفي أمريكا على وجه الخصوص، تقوم بعض الدول بإنشاء بعض المراكز الإسلامية فيها، فمثلاً: المملكة تنشئ في أمريكا مراكز إسلامية متكاملة، وبعض أهل الكويت يساهمون في إنشاء بعض المراكز، والمراكز التي هناك تخضع في بعض الأحيان -إذا لم تضبط- إلى عامل الإدارة المتجددة أو المتغيرة، بمعنى أن الذي يدير المركز هي إدارة تتخذ تباعاً، كل ثلاث سنوات أو أربع سنوات ينتخب في هذا المركز إدارة تديره وتشرف عليه، فتخيل أن مركزاً يكلف ملايين من الريالات، ثم تقام فيه الجوانب الدعوية المختلفة، ويضم عدداً كبيراً من أهل الحق الداعين إليه المتمسكين به، ثم تنتهي فترة الإدارة الحالية ولا بد من تجديد مجلس إدارة، والذي يحدث أنه إذا قررت طائفة منحرفة بعيدة عن الحق وخاصة تلك الطائفة التي تسب أبا بكر وعمر، فهذه الطائفة تبدأ في التجمع في تلكم المدينة شيئاً فشيئاً، فتستقر ولو لفترة مؤقتة، وبعض الطلاب ينقلون دراساتهم إلى الجامعة التي في المدينة التي فيها المركز، وبعض التجار ينتقلون، وبعض وبعض، حتى يكثر عددهم، ويلتحقون بهذا المركز حتى يكثروا، ثم عندما تبدأ الانتخابات إذا بفلان من أهل الحق ينتخب نفسه لإدارة المركز، لكن الذي يؤيدونه قلة، وفلان الآخر ينتخب نفسه من الطائفة المنحرفة، وإذا بالذين يؤيدونه كثرة كاثرة، ممن جاءوا من الولايات المختلفة، فينتخبونه رئيساً، ثم أميناً، ثم إماماً، ثم مؤذناً، وإذا بالمركز يخرج من أهل الحق إلى أهل الباطل، أليس هذا الأمر حاصلاً؟ أقول: نعم، إنه حاصل وبكثرة للأسف الشديد، وبعض الإخوة بدءوا يتداركونه الآن، ولكن بعد أن فلتت بعض المراكز من أيديهم، وصارت في أيدي أهل الباطل.
إذاً: هذه نفقة بذلت وبذل فيها الكثير وعمل لأجلها الكثير، ومع ذلك بدلاً من أن تكون عامل بناء صارت عامل هدم للأسف الشديد، ولكن الانتباه بدأ يحصل والملاحظة بدأت تؤتي ثمارها، فبدأ التركيز على ألا تكون الإدارة بالانتخاب، ولكن بعد أن ضاعت بعض المراكز