[مسميات الشيعة وأسبابها]
النقطة الرابعة: الأسماء أو المسميات التي تطلق على الشيعة الرافضة، فواحد يقول لنا: شيعة، والثاني يقول: برافضة، والثالث يقول: إمامية، والرابع يقول: إثنا عشرية، والخامس يقول: بحارنة، والسادس يقول: جعافرة، وكل هذه الأسماء تدل على مدلول واحد.
سأتكلم عن أسماء الشيعة بإيجاز، وأحاول أن أبين سبب التسمية.
أقول: أول اسم يطلق عليهم الشيعة، وهذا الاسم من الأسماء التي يفخرون بها، وكلمة شيعة هنا صارت علماً عليهم، وإلا فنحن كذلك شيعة؛ لأننا نحب آل البيت ونشايع أهل البيت ونؤيد أهل البيت، لكن صارت علماً عليهم لتجاوزهم المشايعة والمناصرة إلى درجة الغلو، وصار العلماء جميعاً يطلقون عليهم هذا اللفظ في مقابل أهل السنة.
الاسم الثاني: الإمامية، إذا قيل: الإمامية فهم الشيعة؛ والسبب في تسميتهم بالإمامية أنهم يجعلون الإمامة أصل الدين الأول، فهم يقولون: لو عبد الله العبد بين الركن والمقام منذ خلق الله السماوات السبع والأرضين السبع إلى أن تقوم الساعة، وجاء يوم القيامة بغير ولاية آل البيت، فإن الله سيكبه على وجهه في نار جهنم.
إذاً: عندهم العبادة في جانب، والولاية في جانب آخر.
ويقولون: لو جاء العبد بعمل سبعين نبياً، ثم جاء منكراً لولاية أحد من آل البيت لكبه الله في النار على وجهه.
ويقولون: لو جاء العبد بذنوب لا حصر لها، حتى لو كان يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً وجاء مقراً بولاية آل البيت لأدخله الله الجنة على ما كان عليه من العمل.
معنى هذا أن أهم شيء عندهم هو الإقرار بالإمامة، فمن أقر بالإمامة دخل الجنة ومن أنكرها دخل النار، وبقية مسائل الدين هذه تعتبر بالنسبة لهم لا شيء، فالصلاة والصيام والزكاة وغيرها، يقولون: من فرط فيها فإنه يدخل النار لكن أياماً معدودة، ثم يخرج منها ويدخل الجنة.
إذاً: الإمامية سموا بهذا الاسم لهذا السبب.
الاسم الثالث: الإثنا عشرية، وسموا بالإثني عشرية؛ لأنهم يقولون: إن الإمامة جاءت من الله سبحانه وتعالى لاثني عشر إماماً، وهؤلاء الأئمة هم: علي بن أبي طالب، ثم الحسن بن علي والحسين ثم علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثم محمد الباقر، ثم جعفر الصادق، ثم موسى الكاظم، ثم علي الرضا، ثم محمد الجواد، ثم علي الهادي، ثم الحسن العسكري ثم محمد المهدي المنتظر الذي اختفى في سرداب سامراء سنة (٢٥٥هـ) ولم يخرج حتى الآن فهم يقولون: إن الإمامة لا تكون إلا في هؤلاء، وإذا لم يوجد هؤلاء الأئمة فإن المسلمين لا يجوز أن يكون لهم إمام، ولذلك بعض الشيعة الآن يعارضون قيام الدولة الشيعية، ويقولون: لا يجوز أن تقوم دولة إلا بوجود إمام، ولكن بعض علمائهم القدماء مثل محمد باقر المجلسي وبعض علمائهم المعاصرين وهو الخميني اخترعوا ما يسمى بولاية الفقيه، أي: أن الفقيه بديل عن الإمام ويقوم بما يقوم به الإمام، ما عدا بعض القضايا وخاصة الجهاد وإقامة الحدود وصلاة الجمعة والجماعة.
الاسم الرابع: الرافضة، وسموا بالرافضة؛ لأنهم يرفضون أبا بكر وعمر كما سماهم زيد بن علي بن الحسين عندما قال: رفضتموني، وفي رواية أخرى: أنهم قالوا: لن نقاتل معك حتى ترفض أبا بكر وعمر.
وعندما رأوا هذا الاسم قد لصق بهم أرادوا أن يحرفوه فقالوا: نعم نحن رافضة، يعني: نرفض الظلم والحيف والفساد، فسمينا بالرافضة نتيجة لذلك، فحاولوا أن يحرفوا المعنى إلى معنى آخر أفضل من المعنى الأول بالنسبة لهم.
الاسم الخامس: الجعفرية أو الجعافرة نسبة إلى جعفر الصادق وهو الإمام السادس عندهم، وهذا الإمام العالم جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو من العلماء الذين تتلمذ على يديهم مجموعة كبيرة من أئمة الإسلام كالإمام أبو حنيفة.
والإمام جعفر الصادق كان يسب الشيعة ويلعنهم ويطردهم من مجلسه ولا يجالسهم ويكرههم، ومع ذلك فالشيعة يقدسونه تقديساً عجيباً، بل وصل الأمر بهم إلى درجة أنهم يكذبون عليه كذباً عجيباً وغريباً، وبعض العلماء حاول أن يحصر ما كتبه الشيعة ونسبوه إلى جعفر الصادق من كتب ومؤلفات وأقوال ونصوص وأحاديث وغيرها فقال: لو أن جعفراً الصادق كتب كل ما نسب إليه منذ ولد إلى أن مات ولا أكل ولا نوم ولا صلاة لما استطاع أن يستوفي نصف ما نسب إليه، وهذا يدل على صحة ما قاله بعض علماء الأمثال: أكذب من رافضي.
الاسم السادس: البحارنة، والبحارنة نسبة إلى البحرين، وهذا الاسم من الأسماء الدارجة عندنا هنا في نجد، وليست البحرين هي البحرين الدولة المعروفة، لكن البحرين هي منطقة الدمام أو القطيف أو المنطقة الشرقية كانت تسمى بمنطقة البحرين، فالقطيف تسمى البحرين، وما حول القطيف كانت تسمى قديماً منطقة البحرين، وكانت منطقة شيعية قديماً من أيام ظهور القرامطة في القرن الثالث الهجري في ذلك المكان، وتناسلوا وكثروا، ثم استطاعوا في القرن الرابع الهجري أن يسيطروا على نجد في عهد دولة بني بويه، ونشروا المذهب الشيعي بنجد، ولكنهم اندحروا وزالوا ورجعوا إلى مناطقهم.
ويسمون البحارنة نسبة إلى هذه المنطقة، ولو نسبناهم إلى منطقة البحرين الجزيرة المعروفة والدولة المعروفة، فإن هذه تسمية صحيحة باعتبار أن البحرين الموجودة الآن فيها أكثر من (٧٠%) من سكانها شيعة، وبالتالي نستطيع أن نقول: إن النسبة سواء كانت إلى البحرين المعروفة قديماً وعرفت حديثاً بالمنطقة الشرقية أو القطيف أو غيرها، أو حتى إلى الجزيرة المعروفة التي كان تسمى قديماً جزيرة البحرين، فإن التسمية في ذلك صحيحة.