أول رجالات هذه الفرقة هو: يزيد بن معاوية، وقد سبق أن يزيد بن معاوية كان مستهدفاً من قبل مجموعة من الفرق، وبالتالي أراد إبراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد إبرازه على أنه رجل ذو شأن، وأنه مختار من قبل الإله ليكون من مدبري هذا الكون، وبالتالي أضفي عليه التقديس والاحترام الذي وصل إلى درجة العبادة.
فاليزيديون الآن يعبدون يزيد بن معاوية بطرق مختلفة كما سيأتي بل ويحتفلون بعيد ميلاده، ويسمونه عيد يزيد، فعيد يزيد هنا عبارة عن احتفال ضخم يقام في بلادهم، فيه شرب وطرب وغير ذلك مما يحصل في تلك الأعياد.
الرجل الثاني هو: إبراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد الذي يعتبر النواة الأولى لنشأة هذه الفرقة.
الرجل الثالث هو: عدي بن مسافر الذي عاش قريباً من (٩٠ سنة)، من (٤٦٧هـ) إلى (٥٥٧هـ) هذا الرجل من الرجالات المعدودين عندهم على أنهم من منشئي هذه الفرقة ومن أبرز دعاتها.
وهذا الرجل بعد أن ولد وترعرع وكبر وتتلمذ على يدي مجموعة من الصوفية عاد إلى بلاده مرة أخرى ثم بدأ يعظ وينصح ويجمع الناس ويحاول أن ينمي فيهم العاطفة الدينية، وفعلاً أحبوه كلهم، وقد كان له عدة مزايا من أبرزها الزهد، فكان زاهداً؛ وإذا زهد الإنسان فيما عند الناس أحبه الناس، فكان زاهداً تماماً، وكان كل ما يملكه يعطيه لغيره فأحبوه، وأضيف إلى ذلك أن لديه علماً لم يكن موجوداً عند غيره.
بالإضافة إلى أنه كان متكلماً فصيح اللسان، فأثر تأثيراً ليس باليسير في قومه، ونتيجة لذلك عندما مات بنوا على قبره ضريحاً ضخماً جداً، بل وبنوا على قبره كعبة مستقلة، بمعنى: أن قبر عدي بن مسافر يعد محجاً لليزيدية، فإذا أرادوا أن يحجوا في الحج المعروف فإنهم لا يحجون إلى مكة، وإنما إلى قبر عدي بن مسافر، ويطوفون عليه ويتمسحون به ويتبركون به ويسمون قبره بالكعبة، فعندهم كعبة مستقلة وحرم مستقل وهو حرم عدي بن مسافر.
أما الرجل الرابع فهو: الحسن بن عدي بن صخر الذي ذكرناه سابقاً، والذي اختفى ست سنوات ثم عاد بديانات وأفكار جديدة.
ثم من أبرز رجالاتهم كذلك: رجل يدعى بايزيد الأموي، وأنا لا أعلم إن كان موجوداً الآن أو لا، وقد ذكرت بعض الكتب الحديثة أنه هو الذي سعى بفتح المكاتب المختلفة للفرقة اليزيدية في العراق وفي تركيا وغيرها, وكان موجوداً إلى سنة (١٩٦٩م)، فهذا الرجل يمثل امتداداً للفرقة اليزيدية.
ولهذا الرجل جهود مستميتة في سبيل ترجمة كتب هذه الفرقة إلى اللغات الحية، فذكر عنه نشاط زائد وجهود جبارة في سبيل خدمة بني جلدته.