للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأسباب المؤدية إلى حسن الخاتمة]

لعل المواقف كثيرة جداً ومتكررة، ولكن الوقت ربما لا يسعف بذكرها كلها، فندخل في نقطة أخرى من النقاط التي لابد أن يعملها كل مسلم، هذه النقطة: هي أن كل فرد على وجه هذه الأرض لا يمكن أن يخطئ واحداً من هذين الطريقين: إما أن يختم له بخاتمة حسنة، وإما أن يختم له بخاتمة سيئة، وليس هناك طريق ثالث غير هذين الطريقين، فانظر يا أخي إلى أي الطريقين تسلك.

قد يسأل سائل وقد يطرح سؤالاً: يا ترى ما هي الوسائل وما هي الطرق وما هي الإمكانات التي إذا تمسكت بها وسرت عليها أظفر بالطريق الذي يدلني والذي يرشدني إلى النهاية السعيدة، والخاتمة الخسنة؟! كنت قد ألقيت هذه المحاضرة في منطقة القويعية قبل فترة في العطلة الصيفية، وسبحان الله العظيم! كانت الفترة التي ألقيت فيها هذه المحاضرة، قبلها بيومين قد حصلت حادثة في هذه المنطقة تدل على حسن الخاتمة، عرفها كل أهل القويعية والمناطق المجاورة لها.

يقولون: إن هناك سيارة فيها رجلان وامرأة اتجهت من القويعية إلى قرية قريبة من القرى في تلك المنطقة، واصطدمت هذه السيارة مع سيارة أخرى وجهاً لوجه، واحترقت السيارة التي تحمل الرجلين والمرأة، وجاءت وسائل الإطفاء والإسعاف، وقد رأيت السيارة وأخرجوا الجثث المحترقة، كانت الجثث محترقة تماماً ليس فيها شيء يميز هذه الجثث عن بعضها، فحملت لتدفن، وقبيل الدفن فقد أهل المرأة يد المرأة، وهي لم تغسل باعتبار عدم إمكانية التغسيل.

فقالوا: إن يد المرأة غير موجودة، فاتجهوا مرة ثانية إلى السيارة ففتشوا فيها ووجدوا يد المرأة منقطعة من الكتف، وإذا هي لم تتعرض لأي أثر من آثار الحريق، وإذا هي قد ضمت أصابعها بهذه الكيفية، ورفعت إصبعاً، وأغلب أهل القويعية رأوا هذه اليد بهذه الصورة، يقولون: فذهبنا لنسأل عن هذه المرأة، فقالوا لنا: إنها امرأة صوامة قوامة تمضي الليل في قيام، وتمضي النهار في صيام، وكانت خاتمة حسنة لهذه المرأة.

إذاً: هذا المنهج وهذا السبيل وهذا الطريق لابد له من عمل، ولا بد له من بذل، وهو ما اصطلح على تسميته بالأسباب المؤدية إلى حسن الخاتمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>