كذلك تعظيم أبي لؤلؤة المجوسي الذي قام بقتل عمر بن الخطاب في المدينة، فقام عبيد الله بن عمر بن الخطاب انتقاماً لوالده بقتل الهرمزان على أنه تمالأ مع أبي لؤلؤة المجوسي في قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فالذي حصل أن الشيعة إلى زماننا هذا يحتفلون احتفالين: الاحتفال الأول بمقتل عمر بن الخطاب، ولهم أكثر من ستين اسماً لعيد مقتل عمر، منها: عيد الشكر، عيد التبجيل، عيد الاحتفال، عيد الفرح، عيد كذا، هناك قائمة كاملة بأسماء هذا العيد عند الشيعة، أي: عيد مقتل عمر بن الخطاب؛ لأن الدولة المجوسية سقطت في خلافته، فمعركة القادسية وهي من معارك الإسلام الفاصلة ضد الفرس كانت في خلافة عمر بن الخطاب، ومعركة نهاوند التي تسمى فتح الفتوح التي قضي فيها على أعظم تجمع للفرس كانت في خلافة عمر بن الخطاب.
إذاً: عمر بن الخطاب هو عدوهم الأول، والذي خلصهم منه لابد أن يقدس ألا وهو أبو لؤلؤة المجوسي، لذلك يقدسونه ويسمونه اسماً غريباً يسمونه بابا شجاع الدين، فهو عندهم شجاع؛ لأنه قضى على عدوهم الأول، وله مزار في شيراز بل في كثير من مدن إيران له مزار ضخم، ويقيمون له احتفالاً سنوياً يتجمع فيه مئات الألوف.
وكثير من الناس الذين ذهبوا إلى إيران شاهدوا هذا الاحتفال لـ بابا شجاع الدين ولا يدرون من هو ولا يعرفون من هو، وإنما يتوقعون أنه عالم من علمائهم أو حبر من أحبارهم أو راهب من رهبانهم، مع أن هذا الرجل هو أبو لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر بن الخطاب.