للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قصة ارتداد العرب عن الإسلام بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم]

عندما ارتدت قبائل العرب، وفكرت في غزو المدينة وتدميرها واحتلالها، وتكوين ملك خارج نطاق قريش، جاء الناس وعلى رأسهم الصحابة إلى أبي بكر الصديق ذلك الرجل العظيم، الذي لا نعرف له حقه، فإنه عندما مات الرسول صلى الله عليه وسلم بفترة وجيزة قالت عائشة: إن والدي مات تأثراً بوفاة المصطفى عليه الصلاة والسلام.

تقول عائشة رضي الله عنها: عندما مات عليه السلام صار والدي يذوي جسده وقلبه وكيانه وضميره إلى أن هلك تأثراً، وحق له أن يتأثر، لأن الذي مات هو الرسول صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي ونفسي.

جاء الصحابة إلى الصديق رضي الله عنه وقالوا له: إن العرب ارتدت بقولها: لن ندفع الزكاة، وإنما نصلي ونصوم ونحج ونشهد الشهادتين، لكننا لن نزكي، فهل نتركهم فترة حتى تنتظم أمورنا، وحتى تذهب الصدمة التي أصابتنا من ذهاب الرسول صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا، وبعد ذلك نرد عليهم ونجازيهم، فقال رضي الله تعالى عنه وأرضاه: والله لو منعوني عناقاً -وفي رواية أخرى: عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه -والعناق: صغار المعز، والعقال: ما يربط به قدما البعير-.

وهكذا كان هم بقاء الإسلام صافياً ناصعاً ظاهراً بارزاً كما أصله محمد صلى الله عليه وسلم في فؤاد الصديق رضي الله تعالى عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>