إخوة الإيمان! لقد وفق الله سبحانه وتعالى المؤمنين بقيام الليل، وكيف لا وقد كان إمامهم وقدوتهم وأسوتهم المصطفى صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه الشريفتان، وما ذاك إلا لأن هناك لذة تنسي هذا التفطر والتشقق، إنها لذة تطغى على الألم.
تقول عائشة كما صح في البخاري ومسلم:(إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله! وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً، فلما كثر لحمه صلى الله عليه وسلم -بأبي هو وأمي- صلى جالساً، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع)، فلم يترك القيام شاباً ولا هرماً بل حتى عندما شق عليه صار يصلي جالساً، أليس لنا فيه قدوة حسنة؟! قالت عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها وهي توصي عبد الله بن أبي موسى النصري: لا تدع قيام الليل؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً.