للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قصة عمر في استلامه مفاتيح بيت المقدس]

عندما ننتقل إلى سيرة عمر فإنها سيرة عجيبة، وفيها من المواقف الغريبة في هم الدعوة الشيء الكثير، فقد اتجه عمر رضي الله تعالى عنه إلى تسلم مفاتيح بيت المقدس، ولعلي ركزت على هذه القصة بالذات لأننا نعيش الآن أحداث إخواننا في فلسطين، ضد هؤلاء اليهود أحفاد القردة والخنازير.

هذا الغليان ينبغي أن نتفاعل معه بأرواحنا، ونتفاعل معه بدعائنا وأموالنا، لعل الله يجعل هذه الكوكبة الصغيرة من الأطفال الصغار هي بداية إعلان الجهاد على هذه الأمة المجرمة.

أقول: عندما اتجه الفاروق رضي الله تعالى عنه إلى بيت المقدس، كان معه غلامه، وكان معه بعير يعتقبه مع غلامه، وعندما اقترب وصولهما إلى المنطقة التي فيها قادة النصارى، كان الدور في ركوب البعير للغلام، فقال الغلام: لا يا أمير المؤمنين! اركب أنت، قال: لا والله لا أركب، بل تركب إلى أن نصل إليهم وأنا القائد.

عمر يقود البعير، والغلام عبد رقيق راكب، ما هذا؟! إنها عزة الإسلام، وعندما كاد يقترب والناس كلهم يرونه القيادات المسلمة والنصرانية اعترضته ماء مخاضة نتيجة لمطر، فرفع عمر رضي الله عنه ثوبه وخاض المخاضة، والتصق الطين بساقيه، وعندما رآه أبو عبيدة عتب عليه، فقال عمر لـ أبي عبيدة: يا أبا عبيدة! لو كان ذلك من غيرك، نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، فهذا أمير المؤمنين عمر هل قابل زعماء بيت المقدس بأحسن هيئة، وبأحسن وصف؟ لا، بل قابلهم بثياب السفر التي عليه، ثوب فيه اثنتا عشرة رقعة! فإذا قلت: هل هو بخل أو فقر؟ ف

الجواب

كل ذلك لا، فهو يحصل على ماله ولكنه يتصدق به، وعندما يعاتب على ذلك يقول: لقد سبقني صاحباي، ولا أريد أن أتأخر عنهما بهذه الزخارف.

أيها الأحبة! لو وقفنا مع قصص الصحابة الكرام لما مللنا قراءة قصصهم، ولا يمل الإنسان من الاطلاع على سيرهم؛ لأن فيها العجب العجاب وفيها التربية والدروس والعبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>