[مؤلفات فرقة الرافضة وأقسامها وأبرز سماتها]
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء الثاني من الدرس العلمي الخاص بالرافضة، والذي هو بعنوان: (الرافضة عقيدة وهدفاً في الوقت الحاضر)، وتطرقنا في الدرس السابق إلى مجموعة من الوقفات التي تعد في جملتها مقدمات لدراسات هذه الفرقة، فلا بد أن نعي جميعاً أن هذه الدراسة لن تكون دراسة مفصلة وموسعة؛ لأن الدراسة التي تأخذ هذا المسمى والتفصيل تحتاج إلى أسابيع طوال، وإلى لقاءات متعددة، إنما نحاول قدر الجهد أن نحصر هذه المعلومات ونضغطها في ثلاثة دروس أو أربعة.
في هذا الدرس قبل أن ننتقل إلى صلب الموضوع وهو: عقائد الرافضة، أحب أن أقف وقفة موجزة مع مؤلفات هذه الفرقة.
هذه الطائفة لها مؤلفات كثيرة جداً، ولذلك تكاد مؤلفات وكتب هذه الطائفة تتجاوز وتفوق مؤلفات أهل السنة بكثير؛ والسبب في ذلك يعود إلى أنها طائفة تمتاز بصفة الكذب، وقضية الكذب مما وصم ووصف به الرافضة وعرفوا به، وبالتالي فكلما عنّ لهم أمر، أو احتاجوا إلى شيء، أو أرادوا تقرير قضية من القضايا، فإنهم مباشرة يأخذون القلم والإداوة والأوراق وثم يكتبون في هذه القضية، ويبدءون بتأليف الأساطير، وتنميق الكذب، ثم إخراجه للناس على أنه كتاب مستقل.
وهذه الكتب والمؤلفات تملأ المكتبات الخاصة بهم، وهذه الكتب تنقسم إلى قسمين: كتب قديمة، وكتب حديثة، أو كتب متأخرة، وكتب متقدمة، والكتب التي يستطيع المسلم بموجبها أن يدحضهم بها هي الكتب القديمة المعتمدة عندهم، فهم يقولون: هذه كتبنا الأصلية، فإذا ناقشتهم في قضية معينة وقلت: هذه القضية مذكورة في هذه الكتب المعتمدة عندكم، وهذا يدل على أن معرفة هذه الكتب الأساسية من ضرورات اهتمام المسلم المتخصص بهذا الجانب.
قلنا: هذه المؤلفات تنقسم إلى قسمين: قديم وحديث، أما القديم فعلى رأسها كتاب (الكافي) الذي ألفه رجل يدعى محمد بن يعقوب الكليني، ويسمونه حجة الإسلام، وهو متوفى سنة (٣٢٨هـ)، وهذا الرجل ألف كتابه وقال: إنه عرضه على المهدي المنتظر، والمهدي المنتظر مختف بسرداب سامراء كما يزعمون في أساطيرهم من سنة (٢٥٥هـ)، وهذا الرجل بعد اختفاء المهدي بفترة طويلة من الزمن عرض كتابه عليه بعد أن التقى به؛ لأن المهدي المنتظر يظهر لبعض الخاصة، فعرضه عليه وقال المهدي: إنه كاف لشيعتنا، ولذلك سمي بـ (الكافي)، وهو مطبوع في ثمانية مجلدات، ويباع في الأسواق، وينقسم إلى قسمين اثنين: القسم الأول يشكل مجلدين كبيرين في المسائل العقائدية، أما الأجزاء الستة الباقية، فهي في قضايا فقهية ومسائل اجتماعية.
الكتاب الثاني كتاب (من لا يحضره الفقيه) لـ محمد بن بابويه القمي المتوفي سنة (٣٨١هـ)، وهو كتاب يغلب عليه الجانب الفقهي، وذلك ظاهر من عنوانه، وهو مطبوع في أربعة مجلدات.
أما الكتاب الثالث فهو (تهذيب الأحكام) وهو مطبوع في عشرة مجلدات.
والكتاب الرابع هو (الاستبصار) وهو مطبوع في أربعة مجلدات، وكلا الكتابين لـ محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة (٣٦٠هـ)، ويغلب على الكتابين التوجه الفقهي.
فهذه الكتب الأربعة القديمة هي أمهات الكتب بالنسبة للشيعة الرافضة، وجاء مؤلفون في القرن الحادي عشر والثاني عشر الهجري ونسقوا هذه الكتب، وشرحوها وأخرجوها للناس، فصارت كتباً معتمدة ومعترفاً بها.
وهذه الكتب الحديثة التي شرحت الكتب القديمة أولها كتاب: (الوافي) لـ ملا محسن الكاشاني المتوفى سنة (١٠٩١هـ)، وقد جمع فيه أكثر من خمسين ألف حديث.
أما الثاني فهو كتاب: (بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار) لـ محمد الباقر المجلسي المتوفى سنة (١١١١هـ)، وقد طبع هذا الكتاب طبعات متتابعة في أكثر من (١٢٠) مجلداً، وهذا الكتاب قد طبع بأكمله ما عدا مجلدين اثنين يحرص الشيعة على ألا تطبعا، ويتداولونهما بينهم بصورة سرية، وهذين المجلدان يحتويان على مطاعن الصحابة ولعنهم وذمهم وغير ذلك.
ومع ذلك فقد قام بعض الشيعة بطبع هذين المجلدين، وأخرجا إلى السوق وبيعا في عدة معارض، من أبرزها معرض البحرين الدولي في العام الماضي.
الكتاب الثالث: (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة) لـ محمد بن الحسن العاملي المتوفى سنة (١١٠٤هـ) وهذا الرجل ألف كتابه ليكون كتاباً فقهياً جامعاً، وقد طبع في عشرين مجلداً، ويغلب عليه الطابع الفقهي، وهناك استدراك وشرح لقضايا تركها العاملي، ويسمى كتاب: (مستدرك الوسائل) لـ حسين النوري الطبرسي المتوفى سنة (١٣٢٠هـ)، وحسين النوري الطبرسي هذا هو مؤلف كتاب: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) عليه من الله ما يستحقه.
إذاً: هذه المؤلفات الثمانية، هي المؤلفات المشهورة عند الشيعة، ولهم مؤلفات كثيرة وكبيرة جداً طبعت في مجلدات ضخمة كبيرة، سواء كانت في التفسير أو في الفقه أو في التوحيد أو في غيرها، وهذه المؤلفات تملأ المكتبات الشيعية، وقلما تدخل مكتبة شيعية إلا وتجد أنها قد امتلأت عن بكرة أبيها بهذه المؤلفات الكثيرة جداً، ولذلك هم يضاهئون أو ربما يتفوقون على أهل السنة في كثرة مؤلفاتهم.