أما مواقف السيخ مع المسلمين فهو كما يلي: ففي أول الأمر كان السيخ في وقت ناناك لم يكونوا يؤمنون بمبدأ مقاتلة المسلمين، ويرون أن المسلمين إخوة لهم، وإنما جاءوا فقط للتوفيق بين الهندوسية والإسلام، لكن عندما جاء روبنت الخليفة العاشر بالنسبة لهم فإنه أقنعهم أن المسلمين من أعدى أعداء السيخ، وبالتالي بدأ القتال ضد المسلمين قتالاً حامي الوطيس إلى زماننا هذا، فهو قتال مستمر أكثر من ثلاثة قرون ونصف، فهم يقاتلون المسلمين باستمرار.
والسبب في ذلك أن من عقائدهم: أن من قتل مسلماً دخل الجنة.
فالمجازر المستمرة بدأت من الهندوس أولاً، ومن الإنجليز ثانياً، وأما المسلمين فلا بواكي لهم، وليس بأيديهم قوة ولا سلاح فكانوا هم المهزومين في كل معركة إلا ما رحم ربي.
وبعد ما وقع الخلاف بين الهند وباكستان انقسم إقليم البنجاب إلى قسمين، وانقسموا إلى قسمين، فكان السيخ موزعين بين الهند وباكستان، ورفض السيخ هذا التقسيم، وأرادوا أن تكون الدولة مستقلة لهم فحصلت معارك بينهم وبين الباكستانيين المسلمين أدت إلى طرد السيخ من باكستان، فرجعوا إلى الهند وبقوا في البنجاب الهندي.
فقضية إقامة المجازر المستمرة من قبل السيخ ضد المسلمين لها طابع المد والجز بحسب اتفاقهم أو عدم اتفاقهم مع الهندوس، فإن كان الأمر مع الهندوس فيه اتفاق وفيه سكون وفيه سكوت فإن السيخ يتحولون على المسلمين، وإن كان الأمر على العكس فإن السيخ يتحولون على الهندوس مباشرة، فالقضية قضية وقت فقط، فإذا سمحت الظروف قاتلوا المسلمين، وإذا لم تسمح وقفوا في وجه الهندوس، وهذا هو منهج السيخ باستمرار دائماً وأبداً.