[من الصور الإيجابية للعطاء والبذل همة أخرس في الدعوة إلى الله]
من الصور المشرقة: أن شاباً أصيب بعلة في حلقه فانقطع كلامه، فأصبح لا يستطيع الكلام بأي صورة من الصور، ثم نما وترعرع ونشأ وكبر، ولكنه مع ذلك بدأ يمارس الإيجابية في الدعوة في قصة جميلة ظريفة خلاصتها: أن هذا الشاب بعد أن تلقى العلم على أيدي مجموعة من المشايخ وطلبة العلم، وإذا به يحاول أن يقتطع جزءاً من مرتبه البسيط اليسير -حيث إنه يعمل طابع آلة- للإنفاق في وجوه الخير، فكان يشتري بمائة ريال في كل شهر مجموعة كتيبات وأشرطة، ثم يزور محلات التجارة في الأسواق المعروفة، فكان إذا رأى صاحب المحل وقد بدت عليه علامات مميزة في المنكر أو غيره أعطاه ما يناسبه، فسئل نطقاً: هل رأيت أثراً من آثارك؟ قال: نعم، في مرة من المرات دخلت محلاً من المحلات التجارية وفي أحد العمال من مصر، فرأيته يدخن ويشاهد التلفاز وفيه أغنية، وكنت أحمل بطاقة أنني لا أتكلم ولا أستطيع أن أتكلم، فأعطيته الشريط ثم خرجت، وبعد أشهر قمت بجولة ونسيت أنني دخلت ذلك المحل قبل ذلك، فدخلت وسلمت بالإشارة وكنت معلقاً البطاقة، وعندما رآني صاحب المحل إذا به يخرج من خلف طاولته ويأخذني بالأحضان ويقبل رأسي، فأشرت إليه أنني لا أعرفه، فقال: أنت لا تعرفني، ولكنني أنا الذي أعرفك، فأنت الذي جئت إلي قبل أشهر، وأعطيتني شريطاً لا يتجاوز سعره ثلاثة ريالات؛ وبسبب هذا الشريط وإذا بثمانية من أصحابي الذين يسكنون معي، والذين تميزوا وأنا منهم بأننا لا نعرف حقاً ولا نترك باطلاً إلا وارتبطنا به، فلا صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة، والآن ولله الحمد والمنة صرنا من أول من يبادر إلى المسجد.