للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معنى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم)]

السؤال

ما موقف المسلم مع أعدائه بجانب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:١٠٥]؟

الجواب

هذه الآية لو أخذت بها لوحدها لكنت كمن يأخذ بقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} [الماعون:٤] فقط، فهذه الآية مرتبطة بغيرها من الآيات والنصوص، ومعناها أنه لا يضرك شيء أيها المسلم إذا كنت مهتدياً وبذلت في سبيل هداية الآخرين جهدك وناصحتهم وأمرتهم بالمعروف ونهيتهم عن المنكر فلم يستجيبوا لك أثناء ذلك، ففي هذه الحالة لا يضرك شيء من هؤلاء إن أديت ما عليك، فهذا هو الأصل في الجمع بين النصوص؛ لأن منهج السلف في أصول الاعتقاد أنهم يأخذون النصوص كاملة ولا يفصلونها، والذين يفصلون النصوص هم الفرق الضالة، كالخوارج الذين يأخذون بنصوص الوعيد، والمرجئة الذين يأخذون بنصوص الوعد، وأما أهل السنة والجماعة فإنهم يأخذون بالنصوص كاملة، ومن النصوص الكاملة هذا النص، فإذا أديت ما عليك ولم يستجب لك أحد فلا يضرك أحد إذا اهتديت أنت.

<<  <  ج: ص:  >  >>