العقيدة التالية من عقائدهم هي عقيدة التناسخ، واليزيدية يتأثرون تأثراً قوياً بالصوفية، وكان من أبرز عقائدهم التي أخذوها من التصوف عقيدة انتقال الأرواح من أجساد إلى أجساد أخرى.
ولذلك فهم لا يؤمنون بالقيامة، ولا يؤمنون باليوم الآخر، بل يؤمنون بقضية التناسخ، والتناسخ عندهم هو الموجود عند الدروز والموجود عند النصيرية والموجود عند الإسماعيلية وعند المكارمة وعند جميع الفرق الباطنية.
ويقولون: إن التناسخ ينقسم إلى أقسام متعددة، فهناك الرسخ وهو انتقال الجسد البشري إلى نبات، وهناك المسخ وهو انتقاله إلى حيوان، وهناك الفسخ وهو انتقاله إلى جماد، وهناك النسخ وهو انتقال الجسد إلى جسد آخر.
ويقولون: إن الإنسان بحسب عمله، فكلما عمل خيراً أو شراً انتقل جسده إلى الجسد المقابل لعمله، فإن كان قد عمل شراً كثيراً فإنه سيأخذ مبدأ المسخ، أي: الانتقال إلى جسد حيوان.
وإن كان قد عمل شراً قليلاً فإنه سينتقل إلى الرسخ، أي: الانتقال إلى النبات.
وإن كان قد عمل شراً أقل أو غير ذلك ينتقل إلى قضية الفسخ أي: الانتقال إلى جماد.
وإن كان قد عمل خيراً انتقل إلى إنسان أفضل، وقضية الشر درجات، وكلما ازداد الشر ازداد السوء في مسألة المسخ أو الفسخ أو النسخ أو الرسخ، وبالتالي نستطيع أن نقول: إن هذه العقيدة جاءتهم من عقائد الباطنية ومن عقائد غلاة الصوفية.
وبهذا يتبين مدى صحة قول من قال: إن الشيخ حسن بن عدي بن صخر الذي جاءهم بهذه الكتب كان قد نقلها من مجموعة من كتب الفرق الأخرى.