بقيت نقطة الجمع بين هذه الآراء وهذه الأقوال، ثم بعد ذلك نتطرق إلى النقاط الأخرى.
الكثير من الكتاب الذين درسوا منهج الشيعة اختلفوا، وكلهم أيد رأيه بأدلة وبأقوال وغير ذلك، لكن الرأي الراجح في هذا هو أننا نجمع بين كل هذه الأقوال ونقول: كل هذه الأقوال صحيحة، ليس هناك خلاف فيما بينها، والسبب في ذلك أن دين الشيعة عبارة عن دين بشري، وهو عبارة عن خليط مجمع من مجموعة كبيرة من الأديان، وأكبر دليل على ذلك أنهم يقولون في كتابهم المقدس الكافي وهو للكليني يقولون: ما خالف العامة ففيه الرشاد.
والعامة هم أهل السنة.
فالشيعة يخالفون أهل السنة في كل شيء، في جانب توحيد لابد أن يخالفوهم، في الأسماء والصفات، في الربوبية، في الألوهية، في الصلاة، في الزكاة، في الحج، وغير ذلك، لابد أن يخالفوهم في كل شيء.
ولذلك لو دققت النظر لوجدت أن الشيعة لا يصومون ولا يفطرون إلا بعد أهل هذه البلاد باستمرار؛ لأنهم يعتبرون أن أهل هذه البلاد هم الذين يشكلون زعامة العامة، وبالتالي فهم إذا أرادوا الرشاد لا بد أن يخالفوهم، فهؤلاء عندما رأوا أن ما خالف العامة فيه الرشاد أرادوا أن يأتوا بأمور مخالفة للعامة، فقالوا: نأخذ من دين الإسلام أشياء ونأتي بعكسها ثم نجعلها ديناً لنا، فأخذوا من اليهودية، وهناك أمم دخلوا في التشيع من اليهود فجاءوا بعقائدهم، وهناك ناس دخلوا في التشيع من المجوس فجاءوا بعقائدهم، وهناك أناس دخلوا في التشيع من ديانات أخرى فجاءوا بعقائدهم، ثم ضمت هذه العقائد شيئاًَ فشيئاً، ثم أخرجوها على أنها دين متكامل.
فنقول: من قال: إن دين الشيعة مأخوذ من مصدر واحد وهو المصدر المجوسي أو المصدر اليهودي أو كذا باستقلال فهذا غير صحيح، إنما الصواب في ذلك أن دين الشيعة قد جمع كل هذه الأقوال.