[موقف اليهود من الإيمان بالله]
الوقفة الثانية: موقف اليهود من أركان الإيمان الستة: أولاً: موقفهم من الإيمان بالله: سبق أنهم يصفون الله سبحانه وتعالى بأوصاف يتنزه عنها البشر، ولم يكفهم هذا بل هم ممن يعبد كل شيء إلا الله سبحانه وتعالى، وأول دليل: عبادتهم للعجل، فهم عندما خرجوا من مصر خرجوا وهم أذلة مغلوبون في نفس الوقت، والفراعنة كانوا يقدسون عجلاً مشهوراً لديهم يُدعى عجل أبيس، وعندما مات أبيس أقيمت له جنازة أسطورية لا تشابهها جنازة أي فرعون من فراعنة مصر كما تذكر ذلك كتب التاريخ، هذا العجل أبيس له معبد ضخم جداً في ذاك الزمان ربما اندثر الآن، لكن هذا العجل كان مقدساً في قلوب الفراعنة، وبالتالي في قلوب اليهود.
وعندما ذهبوا إلى صحراء سيناء وعاشوا فترة التيه ذهب موسى عليه السلام لموعد ربه، وليتلقى وحياً من ربه سبحانه وتعالى، فاستغل السامري هذا الفراغ بالرغم من وجود هارون، فجمع ذهباً وصنع منه عجلاً، وجعله إلهاً لهم.
هذا العجل شبيه تماماً بعجل أبيس الذي مات في مصر، والله سبحانه وتعالى دلل على شدة ارتباط اليهود بالعجل بقوله: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} [البقرة:٩٣] فكلمة أشربوا من الشرب وهو هنا الارتواء، فكأن قلوبهم امتلأت وارتوت من محبة وعبادة العجل.
إن العجل الذي عبده اليهود قبل آلاف السنين لا زال يُعبد إلى الآن، فاليهود الآن يعلقون سلاسل في رقابهم فيها العجل، بل ومن شعارات الماسونية التي هي وليدة اليهودية والصهيونية من شعاراتها العجل والحية.
إذاً: لا زال العجل موجوداً في قلوبهم إلى هذا الزمان، وعبادة العجل عندهم باقية ومستمرة، فهم يعبدون أشياء كثيرة ما خلا الله سبحانه وتعالى فلا يعبدونه.
من الأشياء التي يعبدونها كذلك الحية؛ تخليداً لمعجزة موسى عليه السلام، فهم يخلدونها، طبعاً لا زالوا كذلك يلبسونها على شكل أساور، ولكن وللأسف الشديد أن هذا أمر واقع عندنا في أسواق الذهب، فهناك أساور على شكل حية! وخواتم على شكل حية، وهذه تقديس لحية موسى.
ومعلوم معروف أن غالب مصانع الذهب والفضة العالمية في أيدي اليهود إلى هذا الزمان، بل ومن العجائب كذلك في أصفهان في إيران أن هناك قرية تسمى اليهودية، وقرية أصفهان متميزة بغناها، ومتميزة بوجود فئة من اليهود أغنياء، هؤلاء اليهود يتحكمون في شيئين اثنين في منطقة أصفهان: في السجاد العجمي غالي الثمن، وفي صياغة الذهب.
وبالتالي تجد أن الذهب وصياغته بأيديهم، ولذلك غالب مصانع الذهب في أمريكا وفي إيطاليا بأيدي اليهود، فهم الذين يصنعون هذه الحيات على شكل أساور أو خواتم أو قلائد أو غير ذلك، لكن تنطلي علينا هذه القضايا نتيجة لجهلنا.
من الأشياء التي عبدها هؤلاء القوم بعل، وهو صنم موجود في منطقة بعلبك في سهل البقاع في لبنان، وبك معبد بلغة الكنعانيين، وبعل اسم الصنم، والله سبحانه وتعالى بين ذلك بقوله: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} [الصافات:١٢٥] فالكنعانيون كانت لهم قوة وتأثير على اليهود، وبالتالي أعجبوا بصنمهم فعبدوه، ولا زالت طوائف من اليهود إلى الآن تزور منطقة بعلبك تقديساً لهذا الصنم، بالرغم أنه ليس موجوداً، لكن تقديساً للمنطقة التي كان فيها صنم يُعبد من قبل آبائهم وأجدادهم.
وعبدوا عزيراً كذلك، وقالوا: إن عزيراً ابن الله.
وعبدوا أشياء كثيرة غير هذا.