طريق الاستقامة طريق واضح بين ليس فيه عوج، لكن الشيطان يأتي إلى الشاب في أول الأمر يريد أن يهول عليه هذا الطريق، فيصوره في ذهنه صعباً مستحيلاً، وإلا فإن هذا الطريق لو سار فيه فوالله ثم والله لن يتخلى عنه؛ لأنه طريق كله لذة وسعادة، كله متعة وطمأنينة، فهو السعادة التي يصبو إليها كل البشر ويبحثون عنها.
إن هذا الطريق هو الذي قال فيه إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى: نحن في لذة لو علم بها أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف، ولا عجب إنها لذة الإيمان والهداية، إن أبناء الملوك يعيشون في فراغ قاتل، نعم هم يمتلكون الأموال والسيارات بل والطائرات لكنهم ليسوا سعداء، ولذا تجدهم يبحثون عن اللذة بأي وسيلة لكن إبراهيم وجدها فقال: لو علموا بهذه اللذة لقاتلونا عليها بالسيوف؛ ليحصلوا عليها.
فنصيحتي لك أيها الشاب! أن تعقد العزم على أن تنتهج هذا النهج، ثم لا بد لك أن ترتبط بالشباب الصالحين، فإن كنت مرتبطاً بغير ذلك من شباب سيئين أو غيرهم فاقطع العلاقة معهم مباشرة، ثم بعد ذلك إن كنت مرتبطاً بوسائل التربية الفاسدة من إعلام وغيره فاقطع علاقتك بها قطعاً كلياً، ثم بعد ذلك ارتبط بأحد الشباب الصالحين ليدلك على الخير وأهل الخير وأهل الصلاح وستسلك الطريق الحق إن شاء الله، وستستمر عليه.