للأسف الشديد أننا نقصر تقصيراً هائلاً في مسألة تربية الأولاد، مع أن هؤلاء الأولاد هم جيل المستقبل، فينبغي أن نربي هؤلاء الأولاد ليتسنموا الأماكن التي سنتركها لهم بعد أن نبلغ من الكبر ما نبلغ، أو يتوفانا الله سبحانه وتعالى.
وهؤلاء الأولاد لم نعطهم إلا أقل القليل من الجهود، وأقل القليل من الإمكانات الدعوية.
وقد تقول المرأة: ماذا أعمل لكي أدعو أولادي ولكي أربي أولادي؟ أقول: لابد من وضع خطة مرتبة منظمة لهؤلاء الأولاد؛ حتى تكون هناك جوانب دعوية لهؤلاء الصبية، ولابد أن تعي المرأة أن الطفل لابد أن توضع له الخطة منذ ولادته، وتحضرني حادثة وفيها بعض الإفراط لكنها قد قيلت وسجلت.
يقال: إن رجلاً رزق بابن وبلغ هذا الابن أربعة أشهر، فجاء هذا الرجل إلى مالك بن نبي وقال له: لقد رزقت بولد وأريد منك أن ترشدني إلى وسائل تربوية سليمة أستخدمها مع هذا الولد، فقال له: كم عمر هذا الابن؟ قال: عمره أربعة أشهر، قال: لقد مضى الوقت، ولكنني سأعطيك خطة للابن القادم أما هذا فقد انتهى.
يعني: لا تنطبق عليه الخطة التي ستعطى، وطبعاً هذا أمر قد يكون فيه نوع من المبالغة، لكن هذا يبين مدى الاهتمام بالطفل منذ ولادته، وبالتالي فلابد أن تضع المرأة خطة تربوية دقيقة تجاه هذا الولد.
وأنا حقيقة لن أدخل في هذا الجانب ولن أتعرض لهذا الجانب بأي حال من الأحوال، باعتبار أن اللقاء القادم بمشيئة الله سيكون مع الشيخ الدكتور عبد العزيز النغيمشي بعنوان (المرأة المربية) وبالتالي فلعل هذا من اختصاصه، ولن أتعدى عليه في هذا الجانب.