[السبب السادس من الأسباب المؤدية إلى حسن الخاتمة إحسان الظن بالله تعالى]
من الأسباب المؤدية إلى حسن الخاتمة: إحسان الظن بالله تعالى، هذه القضية من القضايا التي غفلنا عنها وتناسينها؛ لأن ما في هذه الحياة من الملاهي أخذت منا كل أوقاتنا، فجعلتنا ننسى مسألة رحمة الله تعالى وعظم فضل الله تعالى، وأن الله سبحانه وتعالى قد ادخر عنده تسعة وتسعين رحمة، وأنزل علينا رحمة واحدة في الأرض نتراحم بها منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وتلك الرحمات العظيمة المدخرة عند الله خصصت لعباده الصالحين، فينبغي أن تكون دائماً نصب أعيننا، لعل الله سبحانه وتعالى يجعلنا من أهلها، لكن مع الأخذ في الاعتبار أن ما في هذه الحياة من فعل حسن فعلناه ربما لا يقبل منا، ولذلك روي عن أحد الصالحين أنه قال: والله ما كنا نخشى من قلة العمل، ولكنا نخشى من عدم القبول.
وكان أحدهم يقول: والله لو علمت أن الله قد قبل مني حسنة واحدة لما وسعتني الدنيا من الفرح؛ لأن الله قال:{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة:٢٧].
إذاً: ينبغي في هذه الحالة أن يكون حسن الظن نصب أعيننا باستمرار، لكن لا يطغى ذلك فيجعل القضية كلها رجاء مستمر، وليس هناك أي خوف من عذاب الله ومن عقاب الله، ومن عدم قبول العمل ورده علينا، ولعل هناك رواية تذكر عن عمر بن الخطاب فإن صحت فجدير أن تكتب بماء الذهب، تقول هذه الرواية العظيمة: والله لو أن منادياً نادى: يا أهل المحشر! ادخلوا الجنة كلكم إلا واحداً لظننت أنه أنا هذا الواحد! إذاًً: منتهى الخوف والرجاء عند عمر بن الخطاب، تعادل الرجاء وتعادل الخوف عند عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وهذا الذي ينبغي أن نسير عليه باستمرار.