[القول بأن دين الشيعة مأخوذ من اليهودية]
الفرقة الأولى الذين قالوا: إن أصل الفكر الشيعي يهودي.
من أبرز من سار على هذا الرأي شيخ الإسلام ابن تيمية، ووافقه على قوله مجموعة كبيرة من العلماء، بل وبعض المستشرقين أيد هذا القول كما سنعرف بعد قليل.
وأدلتهم في ذلك كثيرة نقتصر على دليلين اثنين: الدليل الأول: قالوا: إن عبد الله بن سبأ الذي ظهر في أواخر خلافة عثمان بن عفان كان يهودياً، ودخل في الإسلام نفاقاً، مثلما دخل شاول الذي تسمى باسم بولس في الديانة النصرانية وحرفها وغيرها وهو يهودي، وهذا الرجل استخدم نفس فكر شاول فدخل في الإسلام وأراد أن يحرفه، لكن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ الإسلام، وبالتالي لم يستطع أن يحرفه مثلما نجح شاول في تحريف النصرانية.
فهؤلاء يقولون: إن ابن سبأ جاء بآراء منها: مسألة الرجعة ومسألة العصمة ومسألة الإمامة وأن علي بن أبي طالب هو الأولى بالإمامة، وهذه الأقوال الكثيرة التي قال بها عبد الله بن سبأ هي التي يقول بها الشيعة الآن.
الشيعة يقولون بعصمة الأئمة، ويقولون بأن الأئمة يعلمون الغيب، وأن الأئمة فوق مستوى البشر، قال الخميني: إن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
ويقولون: إن أئمتنا يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، وإن أئمتنا يعلمون متى يموتون ولا يموتون إلا باختيارهم.
وهذه الأقوال التي ذكرتها لكم قبل قليل مسطرة في كل كتب الشيعة كلها بلا استثناء، ويقولون برجعة علي بن أبي طالب في آخر الزمان قبل أن تقوم الساعة، وهذا سنعرفه إن شاء الله في حينه.
إذاً: مسألة ظهور أو وجود الفكر السبئي في الفكر الشيعي قديم وحديث، وهذا لا خلاف فيه.
بهذا يكون المذهب الشيعي قد استقى فكره من الفكر اليهودي، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: التشابه في الأصول الفكرية بين اليهود وبين الشيعة، سواء كانت في الأصول أو في الفروع، والذي ذكر ذلك وأصله وفصله كثيراً هو شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة) فقد ذكر في ذلك نصاً جميلاً وطويلاً أقرؤه عليكم سريعاً.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ومن أخبر الناس بهم - أي: الشيعة - الإمام الشعبي وأمثاله من علماء الكوفة، وقد ثبت عن الشعبي أنه قال: ما رأيت أحمق من الخشبية.
سموا خشبية؛ لأنهم كانوا يتخذون سيوفاً من خشب؛ لأنهم يرون أن الجهاد ممنوع إلا إذا ظهر المهدي المنتظر، ٍولذلك لا يستخدمون السيوف وإنما يتخذون سيوفاً من خشب لتأكيد مسألة أن الجهاد ممنوع عليهم.
يقول: ما رأيت أحمق من الخشبية لو كانوا من الطير لكانوا رخماً.
والرخم طائر من الطيور المعروفة يبيض في مكان ثم يذهب ويرجف على بيضة غيره من الطيور الجارحة، فيأتي فيراه على بيضته فيقتله، فهذا يدل على الحماقة عند هذا الطائر.
ويقول: ولو كانوا من البهائم لكانوا حمراً، والله لو طلبت منهم أن يملئوا لي هذا البيت ذهباً على أن أكذب على علي لأعطوني، والله ما أكذب عليه أبداً.
ننتقل إلى قول شيخ الإسلام، يقول في مشابهة الشيعة لليهود: وآية ذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود، قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا في آل داود، وقالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي، وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل سيفه من السماء، وقالت الرافضة: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء، واليهود يؤخرون الصلاة إلى اشتباك النجوم، وكذلك الرافضة يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم، واليهود تزول عن القبلة شيئاً وكذلك الرافضة، واليهود تنود في الصلاة وكذلك الرافضة، واليهود تسدل أثوابها في الصلاة وكذلك الرافضة، واليهود لا يرون على النساء عدة وكذلك الرافضة، واليهود حرفوا التوراة، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن إلى آخر ذلك.
فقد ذكر حوالي خمسين أو ستين نوعاً من أنواع المشابهة بين اليهود والنصارى، وغالب هذه المشابهات موجودة عند الرافضة، لا أقول كلها؛ لأن دين الرافضة يعتبر ديناً بشرياً ليس ديناً إلهياً، وهو قابل للتغيير في كل زمان ومكان، فهناك أفكار مطروحة عند الرافضة هذه الأيام مثلاً لا تجدها موجودة عندهم قبل خمسمائة سنة، باعتبار أنه دين بشري قابل للزيادة والنقص والحذف وغير ذلك، وكثير مما ذكره شيخ الإسلام مكذوب عند الرافضة فارجعوا له في الجزء الأول من (منهاج السنة) بتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم صفحة (٢١).
وهذا نص آخر يقول أحمد أمين في (فجر الإسلام) صفحة (٢٧٦) من هذا الكتاب: إن الشيعة تقول: إن النار محرمة على الشيعة إلا قليلاً، وهو قول اليهود: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة:٨٠] كما ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك عنهم.
وهذا سنمر عليه في حينه ناقلين نصوصاً من كتب الشيعة عنهم.
وأيد هذا القول تأييداً قوياً مجموعة من المستشرقين الذين كتبوا في الشئون الإسلامية من أمثال: جولد زيهر وغيره فقد كتبوا كتابات توافق هذا القول وتؤيد أن الشيعة أخذوا أصولهم من اليهود.